متى تكون مطمئنا على ابنك.. حين يكون في قاعة (السينما) يشاهد فيلما مراقبا، أو في استراحة لا رقيب فيها إلا الله سبحانه وتعالى؟ حين يشاهد فيلما مع ثلة من الناس في مكان عام، أو حين يعزف منفردا في غرفة نومه حيث وفرت له جهاز رسيفر على (الهوت بيرد)!

تداهمني هذه التساؤلات كلما رأيت الأرقام المرعبة التي تنشرها الجهات الأمنية والإدارة العامة لمكافحة المخدرات عن المقبوضات من هذه الآفة التي تفتك بزهرة شبابنا! لا أجد عذرا لمتعاطي المخدرات أبدا! ولكن أيضا لا أجد عذرا لتلك الأفكار التي تغلق عليهم كل نوافذ الترفيه البريء، وهم شباب وشابات في أمس الحاجة إلى قضاء وقت فراغهم فيما يفيد، ويسلّي، ومن ضمن ذلك الفنون العصرية كالسينما.

ضع نفسك مكان هذا الشاب الذي يعود من المدرسة في حدود الثانية والنصف ظهرا، ثم يكون أمامه يوم كامل.. يتأمل في الخيارات المتاحة فلا يجد أكثر جاذبية من الاستراحة! والله وحده يعلم ما الذي يدور في هذه الأماكن المغلقة، وإذا ما كانت مرتعا خصبا لعديمي الضمير من المروجين والشواذ، وأصحاب الأفكار الهدامة!

أرجع الخيال مرة أخرى مع الإضافات، لتعرف أين تذهب هذا المساء! وترى في بعض الصحف عرض المحررين للأفلام المعروضة في دور السينما، أو عروض السيرك الوطني، أو المسرح التجاري، أو مسرح الأطفال، ومسرح العرائس، أو عروض الصوت والضوء المتنوعة، أو فرق الفنون الشعبية، أو عروض المايم (الإيمائية).. أما أنا شخصيا فسوف أختار، الحفل الغنائي الكبير الذي يجمع فنان العرب محمد عبده بسفير الشجن ماجد المهندس.