موسم الصيف وإجازته على الأبواب، ومن المناسب أن نتحدث عن أول منشأة من نوعها قبل أربعة عقود.. بفكرة من الأمير (خالد الفيصل بن عبدالعزيز) حينما تسلم إمارة منطقة عسير نفذتها وزارة الزراعة على عدة مواقع سياحية حوالي مدينة (أبها) في (السودة والفرعاء)، وكانت من المرافق الأساسية لبداية السياحة الداخلية التي انطلقت من ربوع (عسير) إلى مختلف مناطق المملكة وشكّلت رافداً اقتصاديا لا يقل بحال عن النفط.

في المتنزه الواقع وسط غابات شجر العرعر والطلح والسدر مواقف للسيارات ودورات مياه ومرافق للجلوس والطهي غير أنها تتعرض لسوء الاستعمال من بعض المترددين عليها، ولا تكفي الصيانة التي تنفذها إدارة المتنزه للمحافظة عليها بوضع سليم.. الأمر الذي يتطلب تعاون هيئة السياحة والعمل على تأجير المتنزه على رجال أعمال يستثمرونه مقابل العمل على نظافته وصيانة مرافقه بصورة دائمة ومتجددة.. ومراقبة من يخالف وإبلاغ إدارة السياحة عنه لتطبيق ما يستحق من عقوبات بحقه.. هذا أمر.. أما المطلوب من وزارة الزراعة وهيئة السياحة فهو التوسع في تطوير المتنزه الوطني عبر الغابات الممتدة من (جبال عسير مروراً ببلاد باللحمر وباللسمر وبني شهر وبني عمرو وبالقرن وخثعم وشمران)، وكلها غنية بالمناظر الخلابة والمواقع الجذابة ولا ينقصها إلا بعض اللمسات التنظيمية كما هو موجود سابقاً، ومن ثم تسليمها للقطاع الخاص للاستثمار والصيانة.

أرضنا الطيبة.. غنية بكنوزها الظاهرة والخفية تحتاج العمل الجاد لتزويدها بما يلزم السائح من مقومات تكفل له الراحة وقضاء إجازته بيسر وسعادة بعيداً عن المنغصات مع توفير وسائل التسلية لأفراد العائلة.

بهذه العناية نستطيع حقاً أن نلفت المواطنين إلى البقاء في بلادهم مادامت توفر لهم أسباب السياحة النقية ولا تدفعهم للسفر شرقاً وغرباً وخسارة المال والتعرض لمشاكل لا داعي للتحدث عنها بهذا المقال.. إن هيئة السياحة العليا معنية بالدرجة الأولى بهذا الشأن، وحرام أن تظل تلك الغابات المميزة مهملة والمواطنون بأشد الحاجة إليها.. مع القدرة على التحسين والتطوير.