نحن لا نحلم، بل نتحدث بواقعية عن الأثر الواسع الذي سينطبع على مدينة أو منطقة بعيدة عن العين، حينما يصل أحد فرقها الرياضية إلى دوري المحترفين.
ليلة الخميس عاشت منطقة الجوف - شمال المملكة - ليلة مختلفة.. حينما تأهل فريق "العروبة".. إلى دوري المال والإعلام في السعودية!
أجزم أن الكثيرين - وأنا منهم - كانت فرحتهم أبعد من ارتباطها بصافرة الحكم.. كانت فرحة متعددة الملامح والوجوه.. كنا ندرك بالرقم، أن الرياضة معول بناء تنموي مؤثر.. الرياضة - كرة القدم بالذات - قافلة اقتصادية للمناطق التي تحتضن البطولات واللقاءات المهمة.. الرياضة سوق ضخمة!
(البحرين) تستفيد اقتصاديا من سباقات (الفورميلا) بشكل واضح - الفورميلا لدى البحرين ليست سباقا؛ بقدر ما هي حقيبة مليئة بالدولارات.. نقل تلفزيوني.. سياحة.. سفر.. فنادق.. مطاعم.. تسوق!
أولمبياد لندن دعمت الاقتصاد البريطاني بمئات الملايين من الدولارات!
ليل الخميس تحولت عدسة الكاميرا - دون خيارات ولا اختيارات - نحو الجوف.. ولذا فالمنتظر ليس حصول فريقنا البطل على دوري "جميل" - كما فعل الفتح - بقدر ما هو البقاء دوماً في دائرة الضوء.. حينما تأهل (العروبة) لدوري كرة (اليد) للدرجة الممتازة قبل عشرين سنة، قلت في كلمة الإعلاميين حينها، إن الإنجاز تحقق رغم الواقع الصعب.. اليوم يتكرر الإنجاز رغم الواقع الصعب ذاته.. ولذلك فالمنتظر من أمير منطقة الجوف أن يدرك جيداً أن الجوف قبل الخميس، ليست هي الجوف بعد الخميس.. وحينما يتم دعم فريق (العروبة) مادياً، والالتفاف حوله، ومساندة إدارته الشابة، سيصبح رافداً تنموياً مهماً، لا يقل عن الدور الذي تقوم به جامعة الجوف.