اقتربت الاختبارات وازدادت الضغوطات النفسية على جميع الطلبة، وخصوصاً طلبة التعليم العالي المنتسبين في جامعاتنا لنجدهم يسابقون الزمن في الاستذكار والتعرف على المواد طوال الفصل الدراسي ليحين موعد ملتقى المنتسبين في الجامعة المكون من أسبوع واحد، فتخصص لهم المحاضرات في ساعات متأخرة من الدوام الرسمي لحين تفرغ الأساتذة لهم فتكون الصدمة الكبرى في إلقاء المحاضرات عليهم بشكل سريع وبعض آخر من الأساتذه يفاجئهم بأنه لن يشرح جميع المقرر لهم في محاضرة أو محاضرتين أو حتى في أسبوع فتكون إجاباتهم قاصرة على استفسارات هؤلاء الطلبة ليزيحوا الحمل من عليهم قائلين لهم استفسروا من طلاب أو طالبات الانتظام فمن غير الممكن أن يصبحوا كل هؤلاء الطلبة المنتظمين متعاونين معهم.

فما كل هذا الاستبداد الدراسي للمنتسبين في جامعاتنا يعدونهم بمحاضرات عن بُعد وباختبارات موضوعية ليجدوا في الأخير عكس هذا تماما، عدا عن هذه الجداول التي توضع لهم فتلتقي مادتان في يوم واحد غير مدركين أنهم منتسبون وغير مدركين لماهية المناهج بشكل شامل وأن ليس لدى بعض الاستطاعة الكافية في جلب مدرسين خصوصيين للشرح والتبسيط، والكارثة الكبرى أنهم نسوا أن من يدرس في نظام الانتساب قد تكون أجبرته ظروفه على الدراسة متأخراً إما لكبر سنه وارتفاع طموحه، وإما لانخفاض معدله مما حد من دخوله الجامعة منتظماً.

فوضع المنتسبين يرثى له فلا مراعاة لفروقهم الفردية ولا حتى استراتيجية خاصة بوضعهم التعليمي المزري.

وما يزيد الأمور حسرةً الرسوم السنوية التي يقومون بدفعها للجامعة عن كل فصل دراسي من أجل الحصول على مقعد متواضع في نظام الانتساب.

فمن المفترض تخفيض هذه الرسوم إلى قيمة معقولة أو إعفاؤهم منها كي تخفف عليهم وطأة الألم حينما يجدون أنهم غير قادرين على تقديم مستوى جيد بسبب عدم وفاء الجامعات بحقوقهم الدراسية، فهم طلاب ومن حقهم أن يحصلوا على تعليم راق ومتكامل من جميع الجوانب العلمية.