اتهم الفنان التشكيلي محمد غبرة الحركة الفنية التشكيلية في جدة بالعشوائية والاستغلالية، حسب تعبيره، ذاهبا إلى أن الكل يريد أن يقود خلفه مجموعة من الفنانين، وأن الفنانين سئموا من الأساليب المتعجرفة خلف تلك الشللية. وقال غبرة لـ "الوطن": عوائق الفن أصبحت متعددة، فالكثير أنشأ مجموعات فنية عبر شبكات التواصل الاجتماعي تحت مسؤوليات أشخاص لم يكن لهم أي دور.

وتساءل غبرة في حديثه إلى "الوطن": لماذا اهتمت وزارة الثقافة والإعلام بالثقافة بصفة عامة وسقط بند الثقافة البصرية كلجنة تبحث وتضع القوانين وتفرض الضوابط لتكون هنالك مرجعية تحفظ حق الفنان في السعودية؟ نحن لا نعلم، ولننتظر ونناشد ولكن دون جدوى.

ويضيف غبرة: هناك نهوض قوي من جمعية الثقافة والفنون، لكن لم يستطع الفن أن يتقدم خطوة لأسباب كثيرة كانت وراء اختفاء أسماء مهمة في الساحة الفنية؛ ليأتي الجيل الجديد ويضيف على التاريخ نقاطا لم تكتمل، ولم يبق في الساحة إلا المحايدون وكل من لا يريد أن يبحث عن المشاكل ليهتم بنفسه ويدع المشاركات والمعارض التي بنيت على عشوائية وإضاعة حق الفنان بالمجاملات والعلاقات.

وتابع غبرة الذي يستعد لافتتاح معرضه الشخصي "مرايا" نهاية الشهر المقبل: إن فكرة المعرض رؤية كل ما نراه في المرايا من هواجس وأوهام وحقيقة بالإمكان التعبير عنها، وتعددت المدارس في اللوحة الواحدة لتكون ليست مجرد ألوان وضعت على اللوحة وإنما حديث الروح ما بينها وبين المتذوق بالمرايا.

وعن تحول الفرشاة إلى روح وحياة، قال غبرة: الفرشاة أشبه بكلمات شاعر يضيف كلماتها بصريا، فهي واقع يستمع إليه المتلقي بعين ترى واقعا لونيا، الفن هو التجديد في الفكر والمنطق والحديث الروحي الذي تتغنى به في مدرسة تنشأ ببصمة فنية، وتتحول المعاني إلى كلمات.

وعن المشاركات في المعارض الجماعية قال غبرة: لها فؤائد عدة، فمشاركتي في معرض "لوحة في كل بيت" من المشاركات الفريدة التي قربت بيني وبين عدة فنانين وتعرفت على عدة ثقافات، إلا أن هناك مشاركات لم تقدم لي كفنان أي خطوة إيجابية سوى كلمات وجمل خطت في سيرتي الذاتية، وهي ليست مقياسا بأن تكون رحلة شاقة للظهور بالاسم الفني، مما جعلني أنتقي مشاركاتي ، إما معارض شخصية أو جماعية لمن أثق بهم، فالقوانين والضوابط في الساحة التشكيلية ما زالت تبحث عن نفسها في عرض العمل الفني للمشاركة.