استمر غياب لاعبي أندية دوري ركاء للدرجة الأولى من الانضمام لصفوف المنتخب الأول، بعد أن أعلن الهولندي فرانك ريكارد عن الأسماء المرشحة للانضمام للمعسكر القصير الذي يسبق المشاركة في بطولة الخليج العربية "خليجي 21" في البحرين، ولاقت الأسماء المختارة رضا الشارع الرياضي السعودي إلى حد كبير، نظير ما قدموه من مستويات فنية خلال دوري زين للمحترفين، أو من خلال المشاركات الخارجية للأندية السعودية، ورغم تركيز ريكارد على منح الوجوه الصاعدة الفرصة الكبيرة في التواجد ضمن التشكيل المختار، إلا أنه لم يغفل إطلاقا لاعبي الخبرة من خلال وضعهم كعمود فقري للمنتخب، بدأ بحراسة المرمى التي يتواجد فيها وليد عبدالله، وأمامه قلبي الدفاع أسامة هوساوي، وأسامة المولد، وأمامهم في محور الارتكاز سعود كريري وأحمد عطيف ومعتز الموسى، إضافة إلى تيسير الجاسم، وختاما بمركز الهجوم بالاعتماد على ياسر القحطاني، وناصر الشمراني.

وبنظرة تفصيلية، نجد أن ريكارد اعتمد في حراسة المرمى على ثلاثي يعتبرهم الأكثر إقناعا خلال مباريات دوري زين المتمثل في وليد عبدالله وعبدالله العويشير وخالد شراحيلي، ويعتبر غياب حارس مرمى النصر عبدالله العنزي المنافس الحقيقي لهذا الثلاثي، لأسباب قد تكون مقنعة من قبل المدرب المتخصص لحراسة المرمى أو لأسباب من قبل ريكارد.

كما أن استدعاء كامل الموسى وأسامة هوساوي وبدر النخلي وأحمد عسيري يعتبر منطقيا عطفا على ما بذلوه في المباريات الماضية، وإن كان أسامة هوساوي الأقل مشاركة من بقية زملائه، إلا أن ريكارد يرى أهمية تواجده في صفوف المنتخب، حتى لو كان على قلب دفاع لم يتم استدعاؤه، ويشهد مستواه الفني تصاعدا كبيرا، وهو قلب دفاع النصر محمد عيد، فعطاء اللاعب وقيادته لخط دفاع النصر، يرشحه ليكون على الأقل متواجدا على حساب أحمد عسيري أو أسامة هوساوي.

اعتماد ريكارد في مركز الظهير الأيمن تركز بنسبة كبيرة على سلطان البيشي، دون أن يلتفت لظهير تقليدي آخر كحسن معاذ، أو خالد الغامدي، الذي يبدو صعوبة استدعائه بسبب الإصابة، لذلك رأى المدرب الهولندي أن البيشي الأفضل حاليا، ولو تطلب الأمر مشاركة لاعب آخر، فإنه سيعتمد على مصطفى بصاص كبديل في هذا المركز، أو الاعتماد على ياسر الشهراني، عكس الظهير الأيسر الذي يتواجد فيه عدد كبير بدءا بمنصور الحربي ومرورا بياسر الشهراني، إضافة لسلمان الفرج، ولن يجد في هذا المركز أي صعوبة في اختياراته.

ولم يجد المدرب ريكارد صعوبة أو قلقا من اختيار لاعبي منطقة الوسط تحديا في ظل قدرة أكثر من لاعب على شغل أكثر من مركز حتى لو تطلب الأمر أداء دور آخر في غير منطقة الوسط، وتحديدا في ظهيري الجنب، فمركز محور الارتكاز الذي يزخر بعدد كبير يأتي في المقدمة "المصاب" سعود كريري، ولاعبي الخبرة أحمد عطيف، وتيسير الجاسم ومعتز الموسى، إضافة للوجوه الصاعدة كإبراهيم غالب وسلمان الفرج ومصطفى بصاص، سيجد ريكارد حرجا كبيرا في اختيار ثنائي منسجم ومتناغم، لتقوية هذا المركز الحساس في تشكيل "الأخضر"، خلاف ذلك ستكون خياراته عديدة في اختيار لاعبي الطرف الأيمن والطرف الأيسر من خلال تواجد خالد الزيلعي وتيسر الجاسم وحسين المقهوي، إضافة إلى أنه يستطيع إسناد المهمة للطرف الأيمن لمعتز الموسى وفهد المولد ومصطفى بصاص وعطيف، وهذا ما ينطبق للجهة اليسرى من خلال منح هذا الدور لسلمان الفرج وياسر الشهراني.

إصرار المدرب ريكارد على عودة الخبير ياسر القحطاني، يبدو أنها جاءت بسبب التذبذب الذي يشهده لاعبو الهجوم، خاصة وأن نايف هزازي يغيب عن التشكيل، بعد أن ظل العنصر الأساس لهذا المركز في المباريات السابقة، إضافة لتذبذب أداء ناصر الشمراني الموجود في التشكيل مع محمد السهلاوي والنشط يوسف السالم، حتى إن ريكارد استدعى لاعب احتياط الأهلي عيسى المحياني لعل وعسى أن يساعده في خلق منافسة بين هؤلاء الهدافين، ويأتي فهد المولد وسالم الدوسري كلاعبي هجوم، ولكن بأدوار تختلف عن رباعي رأس الحربة من خلال منحهما حرية التحرك خلف رأس الحربة أو من خلال الانطلاق من أطراف الملعب بفضل السرعة والمهارة التي يتميزان بها.