أكدت أستاذ الأدب الحديث بجامعة تبوك الدكتورة عائشة الحكمي لـ"الوطن"، أن المنتج الثقافي النسوي السعودي يحتاج إلى دراسة فاحصة في مختلف الفنون الإبداعية والفكرية والفنية، وأن الخطاب النسوي يحاول أن يكون جريئا في الخطابات السردية والفنية مثل الفن التشكيلي، لكن يصعب تحديد أبعاد التلميحات في مثل هذه الفنون، فثمة محاذير تترصد قلمها وتهدد امتداده، وأن المرأة تقدم خطابها، وهي تنظر في أوراقها وتراجعها من جهة، ومن جهة تحرص على عدم إغضاب مجتمعها.
من جهتها رفضت أستاذة اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة أشجان هندي تقسيم الخطاب الثقافي إلى نسوي وذكوري وغيره؛ لأن ذلك يقوم على فصل الثقافة، ولا يتعامل معها كما هي في حقيقتها وطبيعتها، كـ"منتج" إنساني جماعي.
بينما اعتبرت الدكتورة عائشة، أن الخطاب الثقافي النسوي في جوانب منه ما يزال بعيدا عن الهم الوطني عموما سواء "الشفوي أو المكتوب"، نتيجة نبرة التحفظات في خطابها الثقافي الوطني؛ لأنها كـ"مثقفة" تسعى إلى الكمال، وليس هناك أمة كل مساراتها إيجابية، و ترى أن وطنها يحتاج إلى تطوير مؤسساته المدنية، والارتقاء بالحقوق، وتلبية كل الاحتياجات الإنسانية، لذلك يتخلل خطابها عدم الرضا عما تم إنجازه إلى الآن، مضيفة "ما زال الخطاب الثقافي السعودي غير مؤثر عالميا، والدليل أننا نرى بعض الدول تستنجد بـ "الأزهر الشريف" للاستشارة الدينية أو لإصدار فتوى، كما حدث أن طلبت اليمن من الأزهر إصدار فتوى تحرم القات".
فيما أوضحت الدكتورة أشجان، أن المثقفة السعودية تسهم بنحو كبير ولافت في الخطاب الثقافي الراهن، وتعمل جاهدة على تفعيل دورها الثقافي والسعي إلى تمكينه، لحصد حقها في تشكيل وصنع الخطاب الذي يتوجه بمجمله، لخدمة الوطن.
وما نتمناه من تأثير الخطاب الثقافي السعودي الراهن ـ دون الفصل بين الجنسين ـ بين أدوار مُنتجي هذا الخطاب من مثقفين ومثقفات أن يتجاوز سريعا مرحلة التعصب والتحزب مع وضد، إلى مرحلة "الحوار"، مع جميع الأطياف بمختلف توجهاتهم.
وأوضحت الدكتورة أشجان، أن خطابنا الثقافي يحتاج إلى قدر من التطوير، وليس في هذا ما يعيبه، فالتطوير الدائم ضرورة لحياة واستمرارية وعافية أي خطاب ثقافي أوغيره، ففي المحصلة نحن لا ننتج خطابا ثقافيا منفصلا ومعزولا تماما عن الخطاب الثقافي الأكبر، الذي يُنتج عربيا وإقليميا ودوليا، بل هي دوائر تبدأ من الخاص وتمتد إلى العام الذي يمثله هنا العالم كله دون استثناء أي دولة أو أي مجتمع، أما ما تنتجه المثقفة السعودية فهو بحاجة إلى مزيد من الدعم حتى يستطيع أن يتفاعل ويؤثر بشكل أكبر.
وحول مشاركة المرأة في مجلس الشورى، علقت الدكتورة أشجان "أتمنى أن تبدأ عملها قريبا ـ بإذن الله ـ في ظل قيادة ملك الإصلاح خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ الذي حققت المرأة السعودية في عهده كثيرا من الإنجازات، التي يُعد الوصول إلى مجلس الشورى إحداها، ونأمل أن يكون صوتها مسموعا، وهو ما نراهن عليه، فالغلبة ليست بالكثرة والعدد، بل بحصافة الرأي وصدق المشورة. ومثلما هناك رجل حصيف وأمين وقوي، فهناك امرأة تحمل ذات المواصفات.
أما الدكتورة عائشة فقالت: "لا أعتقد في البداية أن صوتها سيسمع على المدى البعيد، بمعنى لن يكون له شأن في تثبيت قرار، أو ترجيح الكفة التي يعلو فيها صوت المرأة؛ لأن توجهات قطاع كبير من أعضاء الشورى ما زالت بعيدة عن طموحات المرأة، ولم يدركوا بعد أنها أصبحت شريكا حقيقيا في مختلف مجالات الحياة".