تحديات خطيرة باتت تواجه الفضائيات والصحف العربية والعالمية، في تغطيتها ومتابعتها للأحداث والتطورات المتلاحقة للثورة السورية التي اندلعت منذ أكثر من عام ونصف العام، فقد تحولت تلك المنطقة إلى بركان من نار، بعد اشتداد حدة المعارك الجارية هناك، بين نظام ديكتاتوري، وجيش حُر يحلم بحياة أفضل.

وأصبح إيفاد مراسلين إلى "سورية" أمراً محفوفاً بالمخاطر، ومغامرة غير محسوبة وغير مأمونة العواقب، خاصة بعد ارتفاع أعداد الضحايا والمصابين من مراسلي الصحف والفضائيات بوتيرة سريعة يوماً بعد يوم.

وهو ما حدث بالفعل فقد أسفر اندلاع الثورة السورية عن ضحايا ومصابين في صفوف المراسلين العرب والأجانب، بداية من الصحفي الأميركي أنطوني شديد، ومروراً بعمر خشرم مراسل قناة "الجزيرة"، ثم إصابة مراسل قناة "العربية" الإخبارية محمد دغمش.

ومع الإعلان عن وفاة الصحفي الأميركي أنطوني شديد مراسل صحيفة الـ"نيويورك تايمز"، أواخر العام الماضي أثناء تغطيته الأحداث في "سورية"، ومع تصاعد حدة المعارك التي نتج عنها مصرع الصحفية الأميركية ماري كولفن، والمصور الفرنسي ريمي أوشليك، بدايات العام الجاري، زاد الأمر تعقيداً، جنان موسى، مراسلة تلفزيون "الآن"، أعدت تقارير إنسانية، نقلت فيها مرارة حياة السوريين اليومية، تروي تجربتها قائلة "أقسى ما عشته أنني اعتقدت في لحظة أنني سأموت، لكثرة القصف، لذا كنت أعمل على هذا الأساس، ما يجري على أرض الواقع أصعب من الصور التي ننقلها، فنحن لا نستطيع تصور كل شيء بسبب القذائف التي لا تكاد تتوقف".

وفي وصف لما يجري في مدينة حلب، قالت: "من المؤسف والمحزن، أن تقصف حلب بهذا الشكل، لو أردت أن أتكلم عن الوضع الإنساني، فهنالك أزمة خبز وغذاء عموما في هذه المدينة، لا أبالغ إن قلت إن أمام المخابز الثلاثة التي تعمل في كل مدينة حلب، مئات الأطفال ينتظرون للحصول على الخبز، أتذكر سيدة كانت تنتظر لمدة 13 ساعة للحصول على الخبز".

وأضافت جنان "ما رأيته في سورية، لم أره في أي مكان آخر، هو أصعب مكان غطيت فيه، غطيت في حرب تموز في لبنان، وغطيت في ليبيا، وحتى في باكستنان، لم أمر بظروف كالتي عشتها في سورية".

من جهته أكد أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور عبداللطيف منير، أن عمل الصحفيين ومراسلي الفضائيات في سورية، وكل المناطق الملتهبة حول العالم، بات أمراً خطيراً.

وأضاف أن "المراسلين هم عيون القنوات الفضائية في كل مكان، وهم الذين يتعرضون للقتل، والضرب، وتكسير الكاميرات، ويواجهون بحالات الغضب من الجمهور"، مطالباً بحماية دولية لهم لاستكمال مسيرتهم لأنهم عين الحقيقة.