أكد نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أن هذا الوطن الشامخ يزخر برجال دائمي العطاء، وأن قواتنا المسلحة تضم بين جنباتها جنداً مبدعين ومبتكرين، متسلحين بالعلم وملمين بالتقنية المتقدمة.

جاء ذلك لدى تدشينه الدبابة "م1 أ 2" السعودية، وافتتاحه مركز مساندة الدبابات والمعدات أمس بحضور أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان، وذلك بعد تطويرها بأيدي الشباب السعودي في مجموعة لواء الأمير سلطان السابع بالمنطقة الشمالية الغربية.

وقال الأمير خالد "إنني بحق فخور بكم، كما هي بلادكم وعلى رأسها قيادتكم الرشيدة، لما عرفته عنكم". وأضاف "قبل أسبوعين من الآن التقيت كوكبة من منسوبي القوات المسلحة على هامش انعقاد معرض القوات المسلحة للمواد وقطع الغيار لعام 2012، وقد أبهرني وسرني ما شاهدته من اختراعات ابتكرها أبناء القوات المسلحة، وكذلك التحسينات التي قاموا بها على بعض قطع الغيار"، مشيراً إلى أن ذلك يدل دلالة واضحة على أن العلاقة بين الرجال والمعدات أصبحت علاقة حميمية ومتقدمة، كما أنه يعطي مؤشراً قوياً على أن عجلة التطوير سائرة بخطى متزنة. ولفت سموه إلى أن ثمار ما بذل من جهود على التعليم والتدريب التقني بدأت تعطي نتائجها الطيبة.

وقال نائب وزير الدفاع مخاطباً منسوبي اللواء السابع "تأكدوا أن خادم الحرمين الشريفين، القائد الأعلى للقوات المسلحة وولي عهده الأمين وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز لا يألوان جهداً في تقديم كل الدعم والمساندة والتشجيع لكل رجل مخلص منكم، يساهم في الارتقاء بقواتنا المسلحة إلى الأمام".

وأضاف "لعلي في هذا المشهد العظيم أذكركم بمقولة سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز – رحمه الله- التي كان دوماً يكررها ألا وهي: ليس المهم هو السلاح الذي نؤمنه، ولكن ما يهمنا من يقف خلف هذا السلاح وكيف ندربه، ليصبح صديقاً لهذا السلاح".

وكان الأمير خالد بن سلطان قد زار صباح أمس عددا من الوحدات العسكرية للقوات المسلحة بالمنطقة الشمالية الغربية، حيث استهلها بزيارة منسوبي وحدات المظليين والقوات الخاصة بالشمالية الغربية، نقل خلالها تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد نظير ما قدموه من أداء مشرف خلال تمرين "نمر2"، الذي اختتم مؤخراً في دولة فرنسا، والذي شهد به الأصدقاء في الجانب الفرنسي، كما وجدت مشاركتهم الناجحة صدى كبيراً في وسائل الإعلام الغربي.

وكان في استقبال سموه قائد القوات البرية الفريق الركن خالد بن بندر بن عبدالعزيز، وقائد وحدات المظليين والقوات الخاصة اللواء الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز، وقائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء الركن عيد بن عواض الشلوي وكبار قادة وضباط أفرع القوات المسلحة.

وفور وصوله مقر العرض استعرض عدداً من الوحدات المشاركة في تمرين "نمر 2" ثم ألقى كلمة أكد خلالها أن قادة الجيوش الحديثة يولون أهمية بالغة لأفراد القوات الخاصة، نظراً لخصوصية مهامهم القتالية التي تتطلب مهارات خاصة جداً كالدقة والسرعة في التنفيذ، مع ضرورة نجاح تلك المهام والعمليات الخاصة بأقل الخسائر المادية والبشرية.

وأشار إلى أن تمرين "نمر 2" كان استثنائياً وبكل المقاييس، حيث نفذ على تضاريس وعرة في جزيرة كورسيكا الفرنسية، خضع خلاله أفراد القوات الخاصة السعودية لظروف صعبة، مبيناً أنه رغم كل تلك الظروف فقد اجتازتها قواتنا الخاصة بكل نجاح واقتدار.

وأكد نائب وزير الدفاع أن مشاركات القوات المسلحة في الدول الخارجية ليست من أجل النزهة والاستجمام، إنما هي من أجل الرفع من قدرات أفرادها وتبادل الخبرات مع الدول الصديقة، مشيراً إلى أن التمارين الميدانية المشتركة مع أصدقاء السعودية تأتي ضمن استراتيجية عامة للقوات المسلحة، لافتاً إلى أن القوات المسلحة السعودية بمختلف أفرعها قامت بتمارين ميدانية مشتركة مع مثيلاتها في عدد من الدول كالأردن ومصر واليمن وباكستان والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وذلك بهدف اكتساب مزيد من الخبرات والمهارات.

بعد ذلك، توجه سموه والوفد المرافق إلى لواء الأمير سلطان السابع، حيث افتتح مركز مساندة الدبابات والمعدات باللواء السابع، واستمع لشرح موجز عن برنامج تطوير "الدبابة م1 أ2" السعودية، كما استعرض أبرز مهام وأعمال مركز مساندة الدبابات والمعدات، قدمه مساعد مدير عام الإدارة العامة للأشغال العسكرية بوزارة الدفاع اللواء خالد بن علي قباني، تلا ذلك جولة على أقسام المركز.

بعدها، توجه نائب وزير الدفاع إلى ميدان اللواء السابع حيث أقيم حفل خطابي، وكان في استقباله بميدان العرض أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان وكبار قادة وأركان القوات المسلحة والأمن العام وعدد من مسؤولي المنطقة وأعيانها.