التقى الموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي، الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق أمس، فيما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن استخدام الأسلحة الكيميائية سيكون بمثابة "انتحار سياسي" للنظام، وسط أنباء عن استخدام القوات السورية لغاز قد يكون محرما دوليا في قصف الثوار بحمص.
وقال الإبراهيمي بعيد عودته لمقر إقامته بدمشق، إن "الوضع بسورية لا يزال يدعو للقلق، ونأمل من الأطراف كلها أن تتجه نحو الحل الذي يتمناه الشعب السوري ويتطلع إليه". وأضاف "تشرفت بلقاء الرئيس وتكلمنا في الهموم الكثيرة التي تعاني منها سورية. وكالعادة تبادلنا الرأي حول الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل" لحل الأزمة. وأوضح أن الأسد تحدث عن "نظرته لهذا الوضع، وتكلمت عما رأيته في الخارج في المقابلات التي أجريتها في المدن المختلفة في المنطقة وخارج المنطقة، وعن الخطوات التي يمكن أن تتخذ لمساعدة الشعب السوري للخروج من الأزمة".
من جهته، أكد الأسد للأبراهيمي "حرص الحكومة السورية على إنجاح أية جهود تصب في مصلحة الشعب وتحفظ سيادة الوطن واستقلاله"، حسب ما أعلن التلفزيون السوري. وأوضح أن الطرفين بحثا في "التعاون القائم بين الحكومة السورية والمبعوث الأممي، والمباحثات ودية وبنّاءة".
وفي موسكو، اعتبر سيرجي لافروف أن استخدام الأسلحة الكيميائية سيكون بمثابة "انتحار سياسي" لنظام الأسد. وقال في مقابلة بثتها أمس قناة "روسيا اليوم"، "لا أعتقد أن سورية ستستخدم أسلحة كيميائية. وفي حال حصل ذلك، فسيكون بمثابة انتحار سياسي للحكومة".
وتابع "كلما وردتنا معلومات تفيد بأن السوريين يستخدمون أسلحة كيميائية، نتحقق منها مرة أو مرتين، وفي كل مرة نتلقى تأكيدا حازما من الحكومة بأنهم لن يفعلوا ذلك أيا كانت الظروف". وأشار إلى أن "أولويتنا ليست نيل رأس أي كان، بل وقف العنف وحمام الدم. وعلى الشعب السوري أن يقرر مصير الأسد وليس جهات خارجية وقسم من المعارضة السورية".
في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن القوات النظامية استخدمت قنابل تحتوي على غاز أبيض دون رائحة، لكنه غير معروف، وذلك في قصف مناطق بمحافظة حمص. ونقل المرصد عن ناشطين قولهم "استشهد ستة مقاتلين من الكتائب الثائرة ليلة الأحد على جبهة الخالدية البياضة لإصابتهم بغازات خرج منها دخان أبيض ولم تكن ذات رائحة". وأشار إلى أن الغاز انتشر في المكان "بعد إلقاء قوات النظام لقنابل نثرت دخانا أبيض بعد اصطدامها بالجدران، بما يوحي بأنه نوع جديد لم يستخدم حتى الآن". وأوضح أن كل من تنشق الغاز شعر "بدوار وصداع شديدين وبعض منهم أصيب بحالات صرع".
من جانبه، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن القنابل المستخدمة "ليست سلاحا كيميائيا، لكن لا نعرف ما إذا كانت محرمة دوليا أم لا". وأشار إلى أن الناشطين "أكدوا أنها ليست أسلحة تقليدية وهذه الآثار تسجل للمرة الأولى".
وكانت لجان التنسيق المحلية أفادت عن إلقاء القوات النظامية "قنابل تحوي غازات على حي الخالدية في حمص"، مما يؤدي إلى "ارتخاء في الأعصاب وضيق شديد في التنفس وتضييق حدقة العين"، موضحة أنه "لم يتمكن الأطباء حتى الآن من معرفة نوع" هذا الغاز.