يعيش أهالي حي الثغر في جنوب جدة حالة ترقب لاستلام المقاول الجديد مهام عمله وإنهاء معاناتهم مع نظافة الحي، إذ دأب عمال المقاول الحالي على نبش أكياس القمامة في الحاويات بدلا من تفريغها بسياراتهم التي لا تزور الحي بشكل منتظم، بهدف جمع الكراتين وعلب المشروبات الغازية والتكسب من بيعها لشركات تدوير النفايات، فيما انتشرت الحاويات البلاستيكية الخربة التي وفرها ذات المقاول.
ويؤكد عدد من سكان الحي الذين رافقوا "الوطن" بجولة ميدانية، أن النفايات المتراكمة أمام منازلهم تسببت في انتشار الروائح القذرة وانتشار الحشرات والقوارض بشكل كبير في الكثير من حارات الحي، موضِّحين أن عمال النظافة حين نقلهم للنفايات لا يفرغون ما في الحاويات، بل يتركون النفايات مبعثرة على الأرض دون أي اهتمام، كما أنهم لا يرفعون النفايات من الحاويات بشكل منتظم.
وأوضح يوسف كيكي أحد سكان حي الثغر بأنه يوجد تقصيراً من قبل الأمانة، خصوصا أن القوارض انتشرت في الحي دون أن تؤدي فرق مكافحة القوارض في "الأمانة" عملها لإنهاء معاناة أهالي الحي، قائلا:"تراكم النفايات هو سبب رئيسي لتهيئة بيئة الحشرات والقوارض والميكروبات، الأمر الذي سيؤدي الى انتشار ألأمراض".
وأضاف:"عمال النظافة في الحي نسوا واجبهم الرئيسي في النظافة، وأصبحوا يعملون على نبش أكياس القمامات لإستخراج مواد إعادة التدوير فقط، بهدف التكسب من بيعها بكميات لشركات إعادة التدوير، ثم يتركون باقي القاذورات والقمامة مبعثرة على الطريق".
أما مروان جراده، أكد تقديمه لعدة شكاوى إلى بلدية الجامعة من الحاويات الخربة، تضمنت أن حاويات القمامة مصنوعة من البلاستيك بجودة ضعيفة، قائلا:"خلال فترة بسيطة أصبحت مكسرة ولا تتحمل احتواء القمامة"، ومن عدم التزام سيارات النظافة في تنظيف الحي بشكل يومي وتركيز عمالها على نبش القمامة وجمع المواد المطلوبة لإعادة التدوير ويمكنهم التكسب منها، فيما قال المواطن سعيد محمد:"سكان الحي يقومون بجهود فردية لتنظيف الحي بأنفسهم أو بمنح عمال شركات النظافة المال حتى يوافقوا على تنظيف حاويات القمامة والأوساخ من حولها".
من جهته، علق المتحدث الرسمي لأمانة محافظة جدة الدكتور عبد العزيز النهاري على شكوى المواطنين بالقول:"الأمانة أدت دورها باللقاء مع العمال وحل مشاكلهم، وكلفت شركات أخرى للعمل على نظافة الأحياء جنوب جدة على حساب الشركة الأصلية، كما تم توجيه عدة إنذارات للمقاول الحالي".
وأضاف أنه خصص عقد منفصل تماما في العقود الجديدة المختصة بشركات النظافة منطقة جنوب جدة التي يقع فيها حي الثغر وحي الجامعة، حيث أنه خلال نظام التعاقد الجديد تم تقسيم جدة الى 9 مناطق بتسعة عقود، وتم ترسية عقود النظافة الى 5 شركات، مشيرا الى أن ذلك سيحد من مشكلة تراخي الشركات المتعاقدة ما يتعلق بمسؤولياتهم في النظافة.