يشكو عدد من الأهالي في بعض أحياء العاصمة، من تحول المساحات الواسعة والخاوية داخل أحيائهم إلى مستنقعات، تتجمع فيها المياه خلال موسم الأمطار، وتهدد حياتهم وصحتهم، بجذب الكثير من الحشرات الناقلة للأمراض، داعين إلى تحويل هذه المساحات إلى ملاعب خضراء لممارسة الرياضة من كرة القدم وكرة السلة وغيرها.

يقول عبدالله عمر: إن وجود المياه في هذه الأراضي، يجذب الكثير من الحشرات التي يتضرر منها المقيمون بالقرب من هذه الأراضي، على الرغم من الرش الدائم للمبيدات، فضلا عن لجوء أصحاب البناء إلى إلقاء بقايا المخلفات فيها، واقترح تحويل هذه المساحات إلى ملاعب يستفيد منها الشباب لممارسة الرياضة من كرة القدم وكرة السلة وغيرها.

ويضيف عبدالرحمن الأسمري، أن الشباب يصرفون الكثير من الوقت لتأهيل هذه المساحات لتكون ملاعب خاصة بهواياتهم، ولكن دون أخذ موافقة صاحب الأرض، لعدم مقدرتهم الوصول إليه، بينما يرى فهد القحطاني أن البعض استغل هذه المساحات لعرض منتجاته من الخضار والفواكه، باعتبارها تقع على الطرق الرئيسة للأحياء، فضلا عن إيقاف عدد من السيارات غير المستخدمة والمجهولة أصحابها في هذه المساحات.

وعلى الرغم من لجوء بعض أصحاب هذه الأراضي إلى بناء سور خاص بالأرض، لحمايتها من العابثين، إلا أنها لم تسلم منهم، فأصبحت جدرانها تجذب هواة الكتابة والرسم عليها.

وأوضحت الأخصائية النفسية سحر أبو بكر، أن الرسم على الحائط يعود إلى عامل نفسي؛ لتفريغ أفكار بعض الشباب من خلال الجدران، وقد يعود أيضا إلى إعلان أفكارهم وتوجهاتهم، كتشجيع فريق معين، أو توضيح فكرة معينة، خاصة إذا كانت هذه المساحات قريبة من المدارس فمن خلالها يمكنهم توصيل أفكارهم دون التعريف بشخصيتهم الحقيقية.

وأضافت سحر، أن بعض المراهقين يلجؤون إلى كتابة أسمائهم مرتبطة بأصدقائهم، أو أن يرمزوا بشكل غير مباشر على حروف محبيهم، معتبرة الأمر تقليدا أو مجاهرة بمشاعرهم بشكل مبهم، بحسب شخصية الكاتب التي تصف ذلك في الغالب بالطفرة الشبابية، التي تنتهي بمجرد تخرجهم من المدارس، وبينت أن الرسم على الجدران ظاهرة عالمية وليست محلية فقط بدليل أن بعض الدول الغربية لجأت إلى هؤلاء الرسامين للاستفادة من بعض المواهب، وتخصيص جدران ذات مساحات كبيرة ليفرغ هواة الرسم طاقاتهم بطريقة فنية ملفته للنظر.

وكانت الهيئة العليا لتطوير الرياض واللجنة التنفيذية العليا للمشاريع والتخطيط، أعلنت في وقت سابق أن نتائج دراسة استعمالات الأراضي في مدينة الرياض لعام 1433، التي غطت مساحة 5900 كم2 حتى كامل حدود حماية التنمية، بيّنت أن الجزء الأكبر من مساحة حدود حماية التنمية في المدينة تعتبر أراضي غير مطورة "بيضاء" بنسبة 78%، وهو ما يمثل مخزونا إستراتيجيا عمرانيا للمدينة.