فاجأ رئيس المنتدى الإسلامي للحوار الدكتور حامد بن أحمد الرفاعي رواد منتدى الدكتور عبد المحسن القحطاني أول من أمس، بالكشف عن وثيقة تؤكد العلاقة بين العقد الاجتماعي الذي وضعه الفرنسي جان جاك روسو 1712- 1778 وفيلسوف مسلم من أصل أندلسي يدعى فرحان أبو زيد 1679 - 1767 وكان مقيما في جنيف. وعرض الرفاعي صورة من مقالة نشرها روسو في مجلة "نوفل ميلونز" امتدح فيها روسو الفيلسوف المسلم، قائلا إنها المرة الوحيدة التي مدح فيها روسو شخصية على قيد الحياة، وجاء في المقالة المترجمة عن الفرنسية: "إن هذا القرن الذي يعتبر قرن الفلاسفة، لن يمر دون أن يقدم لنا فيلسوفا بمعنى الكلمة وإني لأعرف واحدا فقط من هذا النوع، وإنه لمن حسن الحظ أنه في بلدي وأنه لا يزال حيا".
ويضيف روسو في رسالته "أريد أن تتشرف مدينة جنيف بشخصكم وأريد لسكان جنيف أن يتشرفوا بشخصكم".
ويتضح من نص المقال التبجيل الذي يكنه روسو لأبي زيد، حيث يكتب : "لقد عشتم مثل سقراط، غير أنه قتل بأيدي مواطنين من بني جلدته، وأنتم حظيتم بتقدير سكان جنيف".
وتعود قصة اكتشاف العلاقة بين الفيلسوف المسلم والفيلسوف الفرنسي روسو الذي وصف بأنه عقل وضمير الثورة الفرنسية، إلى إشارة من الأمير شكيب أرسلان الذي وصلته معلومة تفيد بوجود شارع باسم شخصية عربية في وسط العاصمة السويسرية، حيث ولد روسو وتلقى تعليمه الأولي فيها، وأن شكيب أرسلان أوصى أحد سكان جنيف من العرب بالاستفسار عن هذا الاسم، حيث تأكد من خلال بلدية جنيف أنه لعالم عربي مسلم وأن المسكن الذي يمر به الشارع كان مسكنا متواضعا له، ولهذا أبقت بلدية جنيف على المنزل الأثري وسمت الشارع باسم العالم العربي المسلم.
وسرد الرفاعي كيفية الوصول إلى معلومات عن العلاقة بين روسو وأبي زيد، حيث تبين أن الفيلسوف الفرنسي كان يرتاد مجلس الفيلسوف المسلم، وأن هذه المعلومة وصلت إلى الدكتور معروف الدواليبي قبل وفاته في الرياض، وكان يكرر على مسامع زواره أن العقد الاجتماعي لروسو يعود الفضل فيه إلى الفيلسوف المسلم. وأكد الرفاعي أن الدكتور الدواليبي طلب منه تقصي هذه المعلومة من مصادرها. وتابع: "رغم حصولنا على معلومات كثيرة حول العلاقة بينهما ومنها العثور على مقال كتبه روسو يمجد فيه الفيلسوف المسلم، إلا أن البحث لم ينته بعد في هذه القضية". ورفض الرفاعي تصوير المقال كما نشرته الجريدة، معتبرا أن للوثيقة حقوقا خاصة تمنع نشرها، غير أنه زود "الوطن" بالنص الفرنسي للمقال وترجمة مجتزأة منه إلى العربية.