دمعت عينا الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبداللطيف آل الشيخ لمداخلة من إحدى السيدات في لقاء مفتوح مع الأهالي بسكاكا أول من أمس.

وقال في رده على المداخلة "على المرأة أن تتحاشى ما وقعت به النساء من أخطاء وألا تكون لقمة سائغة للفاسدين".

وانتقد آل الشيخ تلكؤ وزارة "العمل" في التوصل إلى اتفاق يضمن القضاء على مخالفات التأنيث، مؤكدا أن مسؤولي وزارة العمل لم يفوا بالتوقيع على تفاهمات مع الهيئة تضمن تطبيق قرار "التأنيث" دون اختلاط.




أوضح الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ أن اجتماعاتهم مع وزارة العمل لمناقشة تأنيث المحلات النسائية والمخالفات الشرعية القائمة فيها جاءت لأن الوزارة خالفت تطبيق المقصد في قرار ولي الأمر.

جاء ذلك في اللقاء المفتوح الذي عقده آل الشيخ ليلة أول من أمس بمركز الملك عبدالله الثقافي بمدينة سكاكا مع المواطنين، ودار في اللقاء الذي استمر 3 ساعات وحضرته النساء عبر الدائرة التلفزيونية وأداره مدير عام فرع الجوف الشيخ الدكتور سلطان السبيعي، العديد من القضايا التي طرحها المواطنون.

تأنيث المحلات

وأجاب آل الشيخ على أحد المواطنين عن تأنيث المحلات ورأيه الذي طرحه على قناة الـmbc وموقف الهيئة، ورداً على مواطن آخر قال "نحن في ذمتك والأمر في ذمتك أن تنقله لولي الأمر"، "إن قرار تأنيث المحلات النسائية نشأ عرضا وتم بمقصد خير من خادم الحرمين الشريفين، لما هناك من بطالة وحاجة النساء للعمل خاصة الأرامل والمطلقات منهن وتحتاج لعمل، فالملك يعمل على خدمة الوطن والمواطنين وتوفير فرص العمل لهم وإتاحة الفرصة لهم لبناء الوطن وتخليصه من العمالة التي تكثر سلبياتها، لذا جاء القرار لرفع فرص العمل للنساء".

وأضاف "لا يخفى على الجميع أن الدولة دولة مؤسسات وكل جهة لها اختصاصها والأمر أوكل لوزارة العمل، والأمر عندما جاء كان وفق الضوابط الشرعية المعروفة التي يعرفها الجميع: أن يكون المحل محترما وخاصا بالنساء، وكانت وزارة العمل هي المسؤولة عند صدور القرار وكنت ألتزم حسن الظن وأن تسير الأمور على ما تم صدوره".

وكشف آل الشيخ أن وزير العمل زاره زيارة عارضة ومعه وكلاء الوزارة بحضور وكلاء الهيئة وتمت مناقشة الأمر بوضوح وتبيين ما يحصل ولا بد من ضبط العمل كما جاء في الأمر، مضيفاً "أن وزير العمل كان متجاوبا واتصل به بعدها مؤكداً براءة نيته"، مبيناً أنه تم تشكيل لجنة من الوزارة والرئاسة يرأسها وكيل وزارة العمل وعضوية وكلاء الرئاسة واستمرت اللقاءات بينهم وكلما تم الاتفاق قالوا لا بد من التشاور، واستمر ذلك لأشهر دون الاتفاق أو التوقيع، وفي رده على مواطن أوقفه بعد اللقاء قال الموضوع في ذمتي وسوف ترون تغييرا قريبا بإذن الله، وهذا ما يريده ولاة الأمر، وأنا مسؤول عن ذلك، مضيفاً "أن ولاة الأمر حفظهم الله لا يحتاجون لمزايدة فهم مشغولون بأمور أمة بأكملها ولا يعلمون دقائق الأمور وأن التجاوزات موجودة وبوضع لا يُرضي ونسأل الله العون على ذلك".

المتعاونون

وطالب العديد من الحضور بإعادة المتعاونين للهيئة لسد فراغ النقص مؤكدين أن منهم من هو غيور على دينه وحريص، وبعضهم يسأل كيف أنكر المنكر، فأجاب "إن الأمر يحتاج لتنظيم وهناك من يدخل الشعيرة لأغراض في نفسه فكان إقفال الباب، والمتطوع يتصل على الهيئة وينكر"، وقال "الاحتساب مفتوح للجميع من خلال البلاغ للجهات المختصة عن أي شيء يراه المواطن سواء هيئة أو وزارة تجارة أو شرطة، وفي رده على من يقول إن الهيئة لا تجيب قال "إن النهي عن المنكر اعتبره العلماء ركنا سادسا، وإن لم ترد الهيئة فتستطيع أن تشهد عليه وتشتكي للحاكم أو تستر عليه وتتركه"، وعن إنكار المنكر فقال "هو نوعان: ما هو في بيتك وما أنت ولي أمره وهذا حق لك، أما العامة والتدخل باليد فهو ليس حقا لأحد إلا من فوضه ولي الأمر وليس لأحد حق أن ينكر المنكر بيده، فقط يتصل بالهيئة ولو بي شخصياً"، وتابع "إن توقيف المتعاونين فتح لباب التوظيف".

الجود من الموجود

وأجاب الرئيس العام عن مطالبات بعض الأهالي بزيادة أعداد الهيئة وفروعها بأننا نتمنى أن نكون في كل حي ولكن الجود من الموجود، وقال "في العام الماضي شهدت الهيئة زيادة كبيرة في تاريخها بأمر من الملك، حيث كان عدد الموظفين الإداريين 1589 وأصبح 2181، وعدد رجال الميدان 3494 والآن 5545"، كاشفا "ولا نزال نعاني معاناة كبيرة من العاملين بالميدان ونحن على يقين بالنقص، وأيضا عانينا العام الماضي من اختيار الأعضاء والمقابلات ومسوغات التعيين، وندعو كل من يجد في نفسه الكفاءة إلى التقدم للهيئة لتوظيفه".

وفي رد على مواطن قال إن هيئة القريات تغير فيها 9 رؤساء خلال سنتين ولم ينصلح الحال، فهي لا تمتلك إلا 15 عضوا ميدانيا و3 سيارات قديمة وسيارة سرية واحدة يعرفها كل من في القريات، قال "إنني لا أعلم عما تقوله والمسؤولية على من لم يخبرني ووصلنا دعم مؤخراً من الملك بـ30 مليونا وسنخصصه لشراء السيارات".

تحسين الصورة

وقال إننا نعمل على تحسين الصورة النمطية العالقة في أذهان الناس ونعمل على تدريب العاملين بالميدان وتطوير مهاراتهم، وأكد أننا لسنا ملائكة نحن بشر نخطئ ونصيب، وعن سؤال أن أعضاء الهيئة "مكشرين" قال "إن العضو يعمل في الميدان ويواجه الكثير من الفئات، ومن الطبيعي أن ينعكس على وجهه ولديه ضغوطات في حياته الشخصية ويجب علينا أن نعذره، وأنا أثق أنك لن تجد أشهم منهم وأفضل منهم ولن يتأخروا في خدمة أحد"، مضيفا "العمل في تحسن وتم نقص ما يتم ضبطه بنسبة 19% حيث يتم ضبط مصانع خمور بالعشرات أسبوعيا ومبتزين وقضايا سحر وشعوذة".

المرأة تدمع عين الرئيس

ودمعت عينا الرئيس العام وتوقف عن الحديث لحظات أثناء إجابته على سيدة حضرت اللقاء طلبت معرفة البرامج للمرأة، وقدم كلمات صاحبها الدمع حيث قال "المرأة يجب أن تتحاشى ما وقع به النساء من أخطاء وتقرأ الكتب النافعة، والمرأة نعمة من الله للرجل وكذا الرجل، ويجب عليها أن تكون على قدر من هذه المكانة الرفيعة ابنة كريمة وألا تكون لقمة سائغة للفاسدين، وتعلم أنها جوهرة مصونة إذا استطاعت أن تحصن نفسها".

الرقاة

وحذر آل الشيخ من الرقاة وقال "إن الكثير منهم يمتهن ذلك بحثاً عن المال، وعلى الناس عدم القناعة بذلك، فمنهم من يشتري كراتين زيت ويقرأ عليها مرة واحدة، وهذا لم يحدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم"، وتابع "هناك جهات متنوعة من الممكن التعامل معها وإبلاغهم بذلك للحد منهم، ومن الصعب وجود معهد أو خلافه لهم" وتابع "أن بعضهم لا يجيد حتى قراءة الفاتحة ويتمتم على الناس ويصدقونه".

الإعلام شريك نجاحنا

وردا على قول بعض الصحفيين أن الهيئة مازالت تتحسس مما يطرح في وسائل الإعلام، أكد آل الشيخ أنه "بالعكس" الهيئة تؤمن أن وسائل الإعلام شريك نجاح بكافة وسائله، وأضاف "نحن نعتز بما يقدمه رجال الإعلام من دعم لنا، وأنا شاكر ومقدر ولو كان هناك بعض الأمور التي ما كان ينبغي أن تحدث، وكنا نتوقع منهم الدعم والتشجيع، ونحن في عهد مرحلة إصلاح شامل بالجهاز، ونحن في مرحلة بناء فعلي في الجهاز من خلال القيام بالدورات العملية والدورات التثقيفية وتأطير العمل المؤسساتي ومن خلال بذل جميع ما يصلح ونؤدي شعيرة الأمر بالمعروف وفق منهج محمد صلى الله عليه وسلم، والغاية والقصد خدمة أبناء هذا الوطن وتحقيق ما يريده المواطن الكريم من هذا الجهاز المبارك".

ونفى رئيس هيئة الأمر بالمعروف وجود حساب له على "تويتر"، وقال "لدينا بوابة إلكترونية ومجلة الحسبة"، مشيراً إلى أن هناك أناسا اختلقوا له اسماً في تويتر بينما هو لم يشاهد "توتير" الذي يتحدثون عنه، مضيفاً أنه في بدايات عمله كانوا يحضرون له ما يكتب وطلب ألا يحضروه له.

أهم ما عملنا

وكان الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ألقى في بداية اللقاء كلمة بين فيها أهم ما تم عمله، ومن ذلك: "تفعيل منظومة العمل بِشقيه الإداريِ والميداني والوقائي والعلاجي لتكون وفق المعايير المهنية التي تحكم اختصاصنا، فقمنا بعملية التدوير الإداري بين القيادات، وتابعنا الأداء في الميادينِ العامة عن طريقِ الإدارات الرقابية لدينا، حتى وصل إلى مستوى مرض"، وأضاف "وأمنا جميع ضمانات السلامة والنجاح لأدائنا من خلال الجولات الرقابية للمختصين، والمتابعة اللحظية من إدارات (المناوبة الليلية) و(وحدات العمليات والمساندة) التي حققت مستويات عالية من جودة الأداء وكفاءته، وكنا في الوقت ذاته نتيح المجال لكل مشتك أو متظلم أن يقابل جميع المسؤولين بدءاً بالرئيس، ونتفاعل ونبحث ونعالج ونحاسب حتى تقلصت الشكاوى تماما، وأصبح العمل سلسا يكاد يخلو من الاحتكاكات في الميادينِ العامة سوى حالات فردية قد توجد مع تداعيات العملِ مع الجمهور".

مؤكدا أن من بين أعمال الهيئة التركيز على المضمونِ والجودة النوعية أكثر من الشكليات وذلك من خلال اعتماد الجودة النوعية أساسا للعملِ وحوكمة جميع أعمالِ الرئاسة إلكترونيا مما جعلها تحقق مراكز متقدمة بين القطاعات الحكومية الأخرى حيث حصلت الرئاسة في تقويمها بين قطاعات الدولة على ثلاث وتسعين درجةً وتسع وستين من الدرجة، وجاءت في المرتبة الثالثة، مستنيرين بتوجيهات المقام السامي بهذا الخصوص.

وكذلك تفعيل العمل المؤسسي، وتطبيق أدوات الإدارة الحديثة وأساليبِها، وتسهيل الإجراءات، وتطبيقها في الأعمالِ الإدارية والميدانية، وضبط العمل الميداني وفق النظم واللوائح المنظمة لذلك ووفق القواعد الشرعية بعيدا عن التهور والتجسسِ وتتبع العورات، ومنع التجاوزات مطلقاً والمحاسبة عليها وتفعيل الجهات الرقابية بالرئاسة تفعيلاً يكفل انسيابية العمل وتحقيقه لغاياته سواء منها المراجعة الداخلية أو القانونية أو المتابعة.