أفادت الأمم المتحدة أن أكثر من نصف مليون لاجئ سوري فروا من أعمال العنف في بلادهم وهم مسجلون في دول أخرى بمنطقة الشرق الأوسط أو بانتظار دخولها، وتفاقمت الأزمة الإنسانية الحالية بسبب برد الشتاء القارص ونقص الغذاء، وفي مخيم قرب الحدود مع تركيا تحدث لاجئون عن معاناتهم من المرض بسبب برودة الطقس، وقال لاجىء فر من مدينة حلب إن الظروف سيئة للغاية، وتحدثت لاجئة أخرى عن صعوبة الحصول على الوقود والطعام، قائلة إنه لا توجد مدافئ أو وقود ولا يمكن إشعال نار بسبب الأمطار.

وتستضيف كل من الأردن ولبنان وتركيا أكثر من 130 ألف لاجئ مسجل ويتوقع عمال إغاثة أن تزيد الأعداد مع تصاعد أعمال العنف حول العاصمة دمشق، وفي تركيا التي تستضيف 136 ألف لاجئ تزود معظم المخيمات بأجهزة تدفئة كهربائية محمولة ويحصل اللاجئون على ثلاث وجبات ساخنة في اليوم من الهلال الأحمر، لكن درجات الحرارة يمكن أن تنخفض إلى دون التجمد على الحدود التي يبلغ طولها 900 كيلومتر مع سورية خلال أشهر الشتاء ويمكن أن تهطل أمطار غزيرة وتسبب سيولا.

وفي لبنان استمر الجدل حول قضية النازحين السوريين والفلسطينيين بين أطراف حكومة نجيب ميقاتي، واعتبر وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور أن "موضوع النازحين السوريين إلى لبنان فرض نفسه على كل اللبنانيين والأمر ليس باختيار أحد ولا داعي لممارسة انتقام أو عنصرية بحق الشعب السوري أو الفلسطيني الذي يلجأ إلى لبنان مضطرا"، وقال "واجب الدولة أن تتصرف من منطلق مسؤوليتها في إغاثة وحماية النازحين، ومن منطلق مسؤوليتها عن سيادتها وأمنها". وأشار إلى أن "ما حصل عليه رئيس الحكومة "هو تأكيدات من أكثر من طرف دولي بأنه ستكون هناك مساعدات للبنان لمواجهة أعباء النازحين"، ولفت أبو فاعور إلى أن "الوعود التي حصلنا عليها تقول إنه في بداية العام المقبل ستقدم مساعدات إلى لبنان ولو لم تكن بحجم الحاجات اللبنانية، ولكن بالحد الذي يساعد البلد على القيام بواجباته"، وقال: "طلب مني كوزير للشؤون الاجتماعية، بالتعاون مع مكتب رئيس مجلس الوزراء إعداد خطة إغاثة وتم إعدادها، ولكن إذا كان هناك خطة أمنية أو اقتصادية أو سياسية، فلتأخذ الحكومة هذا الأمر بيدها".

وفي المقابل قال الوزير جبران باسيل الذي طالب بإغلاق الحدود أمام النازحين "عندما نقول لا نريد نازحين يأخذون مكاننا، هو أمر يجب تكريسه بالفعل وليس بالقول فبوجودهم وبعملهم وبعيشهم يأخذون مكان اللبناني"، ورأى أن "هذا التفكير ليس عنصريا بل إنه تفكير وطني"، وأردف: "لم نقل إننا نريد أن نقفل حدودنا، لكن الحدود هي لنصدر منها أمورا جيدة للخارج وكي نحمي أنفسنا وبلدنا".