اللقاء العميق والممتع، الذي أذاعته قناة الجزيرة قبل 3 أيام، يستحق أن تؤخذ منه نسخة، ليتم توزيعها على عشرات المذيعين، والمذيعات، كي يتعلموا منه، ويتدربوا عليه، من وقت لآخر.
قد يعيد الشخص، مشاهدة فيلم سينمائي جميل، مرة ومرتين وثلاثا، وقد يعيد الشخص مشاهدة مباراة كرة قدم رائعة وممتعة، لكن من النادر، أن يُعيد شخص مشاهدة حلقة من برنامج حواري سياسي، مرة واثنتين، وهذا ما حدث معي.
الحلقة الفائتة، من برنامج لقاء خاص، على الجزيرة، كانت من تقديم المذيعة اللامعة المثقفة خديجة بن قنّة، والضيف كان وجها سياسيا مهما في المرحلة الآن، على مستوى المشهدين العربي والمصري، وهو الرئيس المصري محمد مرسي.
أيّ عمق في الأسئلة، وفي إدارة الحوار، وفي التعقيب، وفي استنبات الأسئلة من الأسئلة، كان في تلك الحلقة الحدث. وأيّ لماحية ومهنيّة عالية، أظهرتها الإعلامية خديجة بن قنة، أمام ضيف، تدور حوله كثير من الأسئلة والقضايا والأطروحات، والنقاشات التي لا تنتهي، إلا لتبدأ من جديد، في ظرف زمني استثنائي.
الحقيقة، إن ما لفت نظري في هذا الحوار، أنه حوار بلا زوائد هامشية، فليس به سؤال واحد غير مهم أو عادي، كما أنه حوار استرسالي بعمق، ليس فيه مجال للثرثرة، وقول الزائد من الكلام.
الحوار طرح كل الأسئلة المهمة حول مستقبل مصر، وثورة مصر، وحريّة مصر، ورجل مصر الأول.
تعج الفضائيات العربية، بعشرات الحوارات والبرامج، التي حلّ فيها مرسي ضيفاً، لكن لا حلقة تضاهي حلقة خديجة بن قنة، في محاورة ضيف بحجم مرسي.
إنه الإعلامي الحقيقي، حين يعرف، كيف يمكن أن يحاور رئيس دولة، وكيف يجبرك على إعادة مشاهدة الحوار، مرة واثنتين وثلاثا.