لكل دولة حساباتها السياسية ومصالحها التي يقيمها أهل الحكم فيها، لأن السياسة منخفضة القيم معظمة المكاسب والخسائر، وأهل الحكم يختلفون عن أهل الفكر.. فمعتنق الفكرة لا يغيرها بسرعة أو يصدر رأي يؤيدها ثم يصمت عن نقيضها. عامان منذ تصدر الإخوان دول الربيع وأحبابهم في الخليج يشنون حملات على الإمارات، ويصدرون فشلهم لها، ولأن الربيع أصبح رعبا فلم يعد يدغدغ المشاعر، فقد تحولوا إلى موضوع سورية.. بكائيات على إبعاد الإمارات لسوريين قادها القرضاوي وتبعه السويدان وبقية أصدقائهم.. ثم غمز على منع السعودية للتبرعات غير الرسمية والجهاد.. جميل أن تكون سورية في قلوبكم إلى هذه الدرجة.. آلاف التغريدات عن منع جمع بطانيات أو استقبال لاجئ من عائلة الأسد ثم صمت رهيب عن زيارة الرئيس مرسي لعرين حامي الأسد وحليفه.. حق للرئيس مرسي أن يزور روسيا.. فهو يبحث عن مصلحة بلاده.. وهو من يقيمها.. وحقه أيضا أن يعلن عن تقارب كبير جدا في المواقف حول سورية بين بلاده وروسيا.. يحاسبه أو يؤيده مواطنوه.. لكني مستغرب هل وصلت الحزبية بحركيي الخليج إلى هذه الدرجة؟ وماذا لو زار الشيخ محمد بن زايد روسيا! وتمشى مع بوتين وصرح أن الإمارات وروسيا متطابقا المواقف لزلزل تويتر زلزالا أقوى من بوشهر، وكيل السباب واتهامات العمالة. سجلوا عندكم صمت القرضاوي وطلابه عن الزيارة، وصراخهم القادم عن أي شيء مشابه..لا جديد فقد أزعجونا لسنوات عن الخليج المنبطح لأميركا، ثم أبانت الأيام من هم أحبابها الحقيقيون.

يبحثون بنهم عن شماعة فشل، وينسون كل ما قالوا إنه مبادئهم.. أن تخدعونا مرة ذكاء منكم، وأن تخدعونا مرتين غباء منا.. أما أن تخدعونا مئة فـ"معصي".. والأيام القادمة حبلى بتناقضاتهم فربما سترونهم في أحضان الأسد قريبا، ألم يقل كبيرهم 2009 إن من يعادي بشار الأسد يعادي الأمة.. عودوا إلى يوتيوب سترون العجب.. ياليوتيوب إنه من غلاة الطاعة.