شهدت مدينة تبوك تطوراً ملحوظا في ما يخص الحدائق والمتنزهات حيث تم إنشاء 4 حدائق جديدة، اشتملت على مسطحات خضراء وجلسات عائلية مفتوحة وممرات للمشاة وأرصفة وإنارة بالإضافة إلى التشجير، فيما استبشر الأهالي بذلك التطوير الذي أعقب غياباً للحدائق تجاوز 15 عاماً.
وفيما يجري العمل حالياً على تطوير متنزهات الأمير فهد بن سلطان وتطوير طريق المطار الجديد، في حين بلغ إجمالي تكلفة تلك المشاريع حوالي 64 مليون ريال على مساحة 600 ألف متر مربع، وفقاً لتقارير صحفية.
وطالب عدد من مرتادي الحدائق والمتنزهات الجديدة في تبوك أمانة المنطقة بإكمال مشروعاتها من خلال توفير الخدمات العامة فيها كالمصليات ودورات المياه, والملاعب الرياضية وأكشاك بيع المواد الغذائية وخدمات الإنترنت "Wi Fi"، إضافة إلى العمل على الحد من بعض الظواهر السلبية التي بدأت تظهر فيها كالباعة المتجولين والدبابات النارية التي تقتحم خصوصيات المتنزهين، معربين في ذات الوقت عن امتنانهم لما قدمته الأمانة من جهد في إنشاء تلك الحدائق الجديدة، وتوفير أماكن لقضاء أوقات ماتعة للأهالي والزوار، مؤكدين على أن تلك المشاريع "نقلة نوعية" في الخدمات البلدية بالمنطقة مقارنة بالأعوام السابقة.
"الوطن" تجولت في بعض تلك الحدائق والتقت بعض المتنزهين الذين يتواجدون فيها للاستمتاع بالأجواء الشتوية الرائعة هذه الأيام، بالإضافة إلى ممارستهم رياضة المشي داخلها، والذين أجمعوا في حديثهم على أن مشاريع الحدائق الجديدة في تبوك تأخرت كثيراً لنحو 15 عاما رغم توفر كل المقومات من وفرة الماء ووجود المساحات الكبيرة من الأراضي، مشيرين إلى أن تلك الحدائق بحاجة ماسة إلى تطوير ومراقبة لتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها.
يقول سعد الدوسري أحد رواد حديقة "المروج" إنهم كعوائل كانوا يعانون في الماضي من عدم توفر الأماكن المناسبة لقضاء أوقاتهم فيها، مما دفعهم في كثير من الأحيان للخروج إلى الأماكن البرية رغم بعدها عن المدينة، إضافة إلى ما يسببه الغبار من مشاكل لدى أطفاله المصابين بالربو، مشيرا إلى أن إنشاء تلك الحدائق والساحات بعد غياب تجاوز 15 عاماً ساهم في إضفاء جو من المرح والبهجة على قلوب ساكني وزوار المدينة، وأضاف الدوسري "إلا أن الملاحظ في الحدائق الجديدة، هو انعدام الخدمات كوجود مصليات ودورات مياه، إضافة إلى أكشاك توفر المشروبات الصحية"، وزاد "كما أن هناك أمرا سلبيا، ألا وهو وجود الباعة المتجولين، الذين يقومون ببيع منتجات غذائية لا نعلم مصدرها أو حتى جودتها"، وطالب الدوسري أمانة تبوك بتوفير مصليات ودورات مياه نظراً لأهميتها في الوقت الراهن.
ويرى عبدالرحمن الشهري أن إنشاء تلك الحدائق وتوزيعها على أرجاء المدينة وبين الأحياء أمر ساهم في عدالة التنمية، لكنه طالب أمانة تبوك بتشديد الرقابة على تلك الحدائق، حيث قال "نعاني في الحدائق الجديدة من وجود أصحاب الدبابات المؤجرة"، مشيراً إلى أنهم شوهوا تلك الحدائق عبر تلويثهم الأجواء بعوادم محركاتها وغبارها المتطاير، إضافة إلى تدميرهم البنى التحتية للحدائق عبر تكسير الأرصفة وإتلاف الزرع، وقال "كدت في أحد الأيام أن أفقد طفلي الصغير بسبب تهور مراهق كان يمارس رياضة الدبابات داخل الحديقة"، كما ناشد الشهري أمانة تبوك توفير خدمات الإنترنت "الواي فاي" داخل تلك الحدائق، أسوة بما هو معمول به في كثير من مدن ومحافظات المملكة ولما للتقنية الحديثة من أهمية في عصرنا الحاضر.
وطالب الشاب خالد البلوي بوجود ملاعب رياضية "سداسيات" داخل تلك الحدائق، ليتسنى للأطفال والشباب المرافقين لأهاليهم الاستمتاع بمزاولة كرة القدم في جو صحي وحضاري، بعيداً عن ممارستها بين العوائل على العشب.
فيما ذكر المقيم طه شكري الذي كان يقضي وقته برفقة عائلته في حديقة "الشلال" بالقرب من ميدان الأمارة، أنهم ينتظرون إجازة نهاية الأسبوع بفارغ الصبر لكي يخرجوا إلى تلك الحدائق هروباً من قيود الحياة المدنية ورتابة المنازل، لافتاً إلى أن حدائق تبوك الجديدة تفتقر إلى الخدمات الأساسية كدورات المياه، الأمر الذي يجعل الأسر في حرج من أمرها وخاصة إذا كان لديها أطفال، طارحاً فكرة إنشاء دورات مياه وتكون برسوم رمزية، حيث قال "ما المانع أن تكون هناك دورات مياه داخل الحدائق، ومن يريد استخدامها يدفع رسوماً رمزية"، مشيراً إلى أن تلك الرسوم تستغل في الإنفاق على صيانة تلك الخدمات ونظافتها.
"الوطن" قامت بمخاطبة أمانة منطقة تبوك، وذلك عبر إرسال إيميل بالاستفسارات حول مشاريع الحدائق الجديدة إلى الناطق الإعلامي للأمانة الدكتور رياض غبان، إلا أنها لم تتلق أي رد، رغم أن الخطاب أرسل بتاريخ 3 ديسمبر 2012م، كما قام المحرر أكثر من مرة بالاتصال بالناطق الإعلامي لمتابعة الموضوع لكنه لم يتلق أي تجاوب مع اتصالاته.