لا أتذكر فيلما نجا فيه الشرير بفعلته، المرات القليلة التي حدث بها ذلك كانت من أجل أجزاء جديدة واستثمار تجاري، كما لا أتذكر فيلما كانت أجزاؤه اللاحقة أكثر جودة من جزئه الأول، دائما ما تكون البدايات دقيقة ومتقنة ومؤثرة، والسلاسل السينمائية تقليد بدأ مع سينما الخيال العلمي.
سينما الخيال العلمي بدأ التفكير بها بعد رحلة يوري جاجارين الشهيرة لكن هبوط الإنسان على سطح القمر نهاية الستينيات أعطاها زخما هائلا، ومعها بدأ العصر الحقيقي لهذا الجنس السينمائي الممل. في الأدب كانت الانطلاقة مع الثورة الصناعية "رواية فرانكشتاين" للبريطانية ماري شيلي 1818 أشهر النماذج لكن فيلم "كوكب القردة" الرواية الفرنسية المكتوبة 1963 التي تحولت فيلما 1969 جعلت الأمر يستحق العناء، خلال الستينيات سئم الأوروبيون واقعهم وانطلقوا يبحثون عما هو غرائبي وشاطح محاولين معالجة مأزقهم النفسي بعد الحرب العالمية الثانية.
في منتصف السبعينات استطاع المخرج جورج لوكاس إتمام أول جزء من سلسلة الخيال "حرب النجوم" والتي نجحت نجاحا مدويا ثم جلبت شخصية "سوبرمان" من قصص الأطفال.. "سوبرمان" كان أيقونة سينما الخيال العلمي لكن مبدعا مثل ستيفن سبيلبيرغ استطاع إعادة الوجه الإنساني لهذا الفن عبر فيلم "أي تي 1982" والقصة كانت بسيطة وإنسانية صداقة بين طفل وكائن فضائي، يساعد الطفل الكائن الفضائي للعودة إلى وطنه الخيالي الفضائي، تراجع الإقبال على أفلام الخيال العلمي حتى عام 1994 جاء حينها فيلم "يوم الاستقلال"، وثم "العنصر الخامس"، وكذلك "الأرماجدون" إذ تمت الاستعانة بالتقنية والحواسيب التي بدأت تمنح صناعة السينما خيارات متعددة توجت بفيلم "ماتريكس" 1999، لكن نجاح فيلم "رجال في الأسود" 2002 كان مجرد حلاوة روح عادت بعدها هوليوود إلى أرشيف الطفولة فبعثت "الرجل العنكبوت"، و"الرجل الأخضر" و"الرجل الحديدي"، وفي جميع تلك الأعمال كانت البدايات الكارتونية الأولى أكثر براءة وجمالا وحبكة، فيما التالية نزعة تجارية بحتة لمستثمرين لا مبدعين، تجار لا فنانين.