يتابع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، آخر الاستعدادات الطبية لعملية فصل التوأم السيامي السعودي عبدالله وسلمان، اللذين يخضعان اليوم لعملية فصل جراحية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض.

صرح بذلك وزير الصحة رئيس الفريق الطبي والجراحي لعمليات فصل التوائم السيامية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، وقال إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز مطلع على العملية الجراحية ووجه الفريق الطبي بتقديم أفضل ما لديهم لخدمة هذا العمل.

وتوقع الدكتور الربيعة أن تستغرق العملية الجراحية نحو 10 ساعات تقريبا، عبر 8 مراحل، وقال "المرحلة بعد التخدير ستكون فتح البطن والصدر، وفك الارتباط في أغشية القلب، وبعدها الكبد، ويشارك بها نحو 30 فردا من الطواقم الطبية والجراحية والفنية".

وذكر الدكتور الربيعة، أن الجديد في هذه العملية وقبل البدء فيها سيجرى منظار للمريء بسبب وجود ارتجاع شديد من المعدة للمريء لمعرفة سببه وقد يحتاج الأمر إلى تصحيح وضع الارتجاع.

وحول وجود مشاكل وتحديات عند الطفلين، قال الوزير "عند الطفل عبدالله عيوب خلقية بالكلى حيث إنها لا تعمل، والأخرى تعمل ولكن بها ترجيعا من المثانة البولية إلى مجرى البول والسبب وجود عيوب خلقية في مخرج البول، حيث يوجد مثل الصمامات التي تمنع خروج البول بسهولة، وهو ما يحتاج منظارا للجهاز البولي بعد عملية فصلهم، وربما إجراء عملية تصحيح وضع الارتجاع وهذه ربما تقدر أثناء مجريات العملية".

وأضاف أن المراحل الأخرى من عملية الفصل سبق وأن مرت على الفريق الطبي والجراحي وهي فصل الكبد واستخدام التقنية فيها، وعند وجود تداخل بالأمعاء أو التصاق سيتم التعامل مع ذلك وتصحيحه وبالتالي هناك محطات حساسة وهي المنظار وأغشية القلب ومشاكل الكلى التي ربما تغير من مسار العملية.

وأشار الى أن تحديد عدد مراحل العملية تحددها الأعضاء المتصلة، فالمرحلة الأولى هي التخدير، ثم إجراء المنظار للمريء بسبب الارتجاع، ثم التعقيم، والفتح، ثم فصل أغشية القلب ثم الكبد، فمنظار الجهاز البولي، وربما يكون هناك إجراء عملية تصحيح الإرجاع البولي، والمرحلة السابعة قد تكون تصحيح ارتجاع المعدة بعد فصل التوأم والمرحلة الأخيرة الإغلاق وإقفال الفجوة.

وبين الدكتور الربيعة، أن وزن الطفلين مهم أكثر من عمرهما في قرار الفصل، مؤكدا أن نسبة نجاح العملية تقدر بـ70%.

ووصف وزير الصحة حالة الطفلين عبدالله وسلمان بأنها من العمليات التي بها تحدٍّ وقد يواجه الفريق الطبي والجراحي المفاجآت، وزاد "تعتبر حالة متوسطة مقارنة بالحالات السابقة، ويوجد حالة مشابهة لها وهي السيامي المصري تاليا وتالين، غير أن الاختلاف بينهما وجود الارتجاع".


والد السياميين: اخترت اسميهما ردا للجميل


قال والد الطفلين السياميين ربيعان سالم البيشي، في اتصال هاتفي أجرته معه "الوطن" أمس، أن سبب تسميته لطفليه السيامي" عبدالله وسلمان"، يأتي ردا لجميل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد ورعايتهما للصغير والكبير من أبناء الوطن، وأضاف أن موافقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز على إجراء عملية الفصل لفتة حانية ورسالة أبوية إلى أبنائه شعب المملكة بأن الوطن يرعى المواطن.

وأضاف أنه كان يعلم أن زوجته لديها سياميان عن طريق الأشعة التي أجريت لها في مستشفى بيشة، و تم الاتصال بوزير الصحة عن طريق الفريق الطبي الذي أشرف على الحالة، حيث قام الدكتور الربيعة بدوره بعرض الحالة على ملك الإنسانية الذي وجه بسرعة تسهيل وتذليل كافة الصعاب التي تواجه والدة السياميين ونقلها لمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني وإجراء الفحوصات اللازمة التي يتخذها الفريق الطبي المتخصص بفصل السياميين في هذ الأمر.