منذ انهيار البرجين في نيويورك، تحول الجواز الأخضر من مطلب إلى مغرم. كان السعودي سائحا مرحبا به، وطالبا مهتما به، ومريضا معتنى به في أميركا، تلك الدولة الرائدة في كل شيء سواء اختلفنا أم اتفقنا معها.. تحول كل هذا بعد 2001، وبالكاد وبعد عقد بدأ السعودي بالرجوع إلى نفس مكانته السابقة ويكون مسافرا موثوقا بدلا من أن يكون مسافرا مشبوها.. ولأن الثقة لا يعاد بناؤها بسرعة، فإن الهشاشة هي طابعها في أولى مراحلها..

تفجير في أميركا بشع لا جدال وإجرام بين.. يدخل السعوديون "تويتر" فورا ليشاهدوا الحدث ـ هذه المرة ـ ليس اهتماما أو تطفلا، ولكنه حاجة وضرورة، فعشرات الآلاف من السعوديين هناك وخصوصا في بوسطن.. الجميع يقول: "عسى ماهوب سعودي"، خوفا من عودة الشك وخوفا على الأقرباء والأبناء.. ولكن الحذر أُتي من مأمنه.. العربية قناة الأخبار التي أجادت في نقل الحقيقة للسعودي دائما وأبعدت القنوات المغرضة والموجهة إلى مراتب متأخرة في المشاهدة.. أخطأت خطأ مهنيا واضحا؛ فنقل الخبر في لحظات الأزمة له شروط معروفة، وحساسية الموضوع لا تترك هذا النقل لمذيع أو مشرف فترة.. خطأ الناقل أقل من خطأ المصدر، فالناقل أخاف الأهالي، ولكن المصدر جيش المجتمع الأميركي لساعات ضد السعوديين.. نيويورك بوست صحيفة متوسطة المصداقية صهيونية الهوى تملكها شركة مردوخ نيوز كوربس.. ولأن الصدف تسوق إلى التعجب فكبار ملاك المصدر والناقل سعوديين.. ولأن السعودي أغلى من كل الاستثمارات، فلا أقل من أن يعتذرا له.. ليس للدولة بل بيان واضح اعتذار للمواطنين السعوديين.. من القناة ومن الصحيفة.. وهذا ليس عيبا بل قمة المهنية.. اعتذرت نيويورك بوست 2009 عندما رسمت أوباما قردا ولا بد أن تعتذر أنها ادعت أن السعودي مجرم.. فما ثبت أنه كان مصابا.

nypost@، هذا عنوانهم في "تويتر".. راسلوهم بجملة واحدة: "اعتذروا للسعوديين".