سعدت بمشاركتي مع عدد من الزملاء المنتمين لحقول الصحافة من رؤساء تحرير وكتاب رأي وصحافيين وغيرهم، في الجلسة الختامية للقاء التشاوري الرابع لمسؤولي وزارة الصحة.. حيث أطلعنا وزير الصحة على مستجدات الوزارة، في جولة يزاحمنا فيها المصورون، ويقدم من خلالها - أي الجولة - أحدث برامج "الصحة"، والتي أراها (بنظري) رائعة، ومميزة - فيما لو طبقت كما هو معروض-!
شخصيًا، أخبرت الوزير وبوضوح بأننا - كمواطنين - نعاني من مشكلات لا منتهية مع الوزارة، نفتش عن أسرَّة بصعوبة، وتزعجنا الأخطاء الطبية، ونعاني - كصحفيين - من غياب المعلومة والرقم، وكلانا - المواطنين والصحفيين - لا نعلم شيئا عن قضايا الوزارة بعد أن تغيب عن السطح، ولا يوجد من يخبرنا بالمستجدات.. وغيرها من القضايا.
الجميل في الأمر، أن اللقاء كان مفتوحًا مع مسؤولي الوزارة، وكل شخص يجيب حسب التخصص، مقنعًا مرة.. ومجانب الصواب - بنظري - مرات، وبغض النظر عن مدى قبولنا للمعلومة من عدمها، فإني أقدر المسؤول الذي يتعاطى بشفافية.. وعلى الرغم من سعة صدر الوزير الذي تلقى مفرداتنا الحادة بابتسامة، وأجاب على كل التساؤلات، إلا أن أحد مسؤولي الوزارة، والذي قدم نفسه على أنه مهتم في الإعلام، ضاق صدره لوصف الزميل "جاسر الجاسر" للخدمات بالرديئة، قائلاً إن الإعلام يكتب الـ"رداءة" بلا اطلاع، وإنما مجرد تهم عشوائية!
ولـ(زميلنا) المنافح عن الوزارة، أكتب لك بلغة الـ"رقم"، لأخبرك أن المملكة تحتل المركز الـ170 من أصل 188 (عالميًا) على مستوى تقديم الخدمات الصحية العلاجية والوقائية، ولدينا 9 أطباء لكل 10 آلاف مريض، وهو أمر يضعنا في المرتبة الـ90 (عالميًا) من أصل 145 دولة، مع العلم أن "منظمة الصحة" تطالب بطبيب لكل 600 مريض! ولدينا 40 ألف خطأ طبي سنويًا، و80% من شكاوى هذه الأخطاء انتهت دون عقاب!، ويوجد لدينا "سريران" لكل ألف مريض.. مقارنة مع متوسط بين 3 ونصف إلى 5 (عالميًا)!.. وبعد هذا، أرجوك ألا تصف مقالتي بالـ(رديئة) قبل أن تستحضر المعايير التي خولتك من منحها هذا التصنيف.. والسلام.