بدأ مئات اللاجئين الفلسطينيين أمس العودة إلى مخيم اليرموك جنوب دمشق، للإقامة في منازلهم أو لإخراج أغراضهم منها، رغم استمرار إطلاق النار بشكل متقطع. وقال عضو في إحدى المنظمات الإنسانية التي تقدم مساعدات للاجئين إن مئات الفلسطينيين "عبروا سيرا نقاط التفتيش التابعة للقوات النظامية على مداخل المخيم". وأوضح المصدر أن العديد من هؤلاء يريدون العودة "بدلا من النوم في العراء بسبب الأمطار المتساقطة بغزارة"، بينما يأخذ آخرون حاجياتهم "لاقتناعهم بأن النزاع سيطول". وأشار إلى أن الجنود السوريين "لا يسمحون بعبور السيارات، ويحذرون الداخلين إلى المخيم من أنهم يقومون بذلك على مسؤوليتهم الشخصية".
وذكر أحد السكان بعيد خروجه أن "مقاتلي الجيش الحر الذين كانوا متواجدين بالآلاف في المخيم، غابوا إلى حد كبير. ثمة عدد منهم في بعض الأزقة". لكن مساعي تحييد المخيم عن النزاع لم تصل بعد إلى نتيجة، مع تأكيد أحد الثوار أن هؤلاء لن يغادروا "قبل أن يقوم الجيش النظامي بالمثل". وكان عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" قد أعلن التوصل إلى تفاهم يقضي بانسحاب المسلحين من المخيم مقابل تولي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية المسؤولية عنه، مشيرا إلى أن السلطات السورية وافقت على هذا التفاهم.
من جهته أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، لم يرد على اتصالاته بشأن الاستفسار عن أحداث مخيم اليرموك. وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو في جدة أمس، إنه أجرى اتصالاً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس حول أحداث المخيم. ودافع العربي عن مهمة الإبراهيمي قائلا إنه "بدأ مهمته منذ ثلاثة أشهر واتصالاته مستمرة لم تنقطع ليل نهار، ونجح في عقد اجتماع بين وزيرة الخارجية الأميركية ونظيرها الروسي في دبلن، والخطة مستمرة".
وفي سياق متصل يتطلع لبنان لمساعدات أممية لمواجهة تدفقات النازحين من السوريين والفلسطينيين إلى أراضيه. واستمر وصول النازحين الفلسطينيين من مخيم اليرموك إلى مخيمات لبنان، حيث بلغ العدد المجمل 13 ألفاً، منهم 800 عائلة وصلوا إلى مخيم عين الحلوة، إضافة إلى 80 عائلة وصلت إلى مخيمات الشمال. ونفذ أمس اعتصامان للاجئين الفلسطينيين في مخيمي البارد والبداوي للمطالبة بتأمين مراكز إيواء ومساعدات للعائلات الفلسطينية النازحة.
إلى أثار حديث رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي عن أن تحديد عدد اللاجئين على غرار ما تفعله دول الجوار مع سورية "قد يشرعن المعابر غير الشرعية، لذلك وجب البحث عن حلول وتشكيل خلية أزمة"، ردود فعل غاضبة لدى المعارضة. ومن جهته وصف النائب محمد الحجار مطالبة بعض الوزراء في الحكومة بإقفال الحدود بوجه النازحين بحجة أنه قد يتم إدخال مقاتلين إلى لبنان، بأنها "تنم عن عقلية طائفية يبرع فيها التيار الوطني الحر".