وصف رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري، الشاعر "مسافر" بأنه أحد رواد الشعر في الوطن العربي، وقصائده مثال لـ"الرمز" في الشعر السعودي المعاصر، وأنه يتكئ على الشاعر "المتنبي" في رمزيته، والقارئ يجد أن هناك تشعبات كثيرة في رمز قصائد "المسافر" ويستدعي شخصيات تراثية وتاريخية في رمزيته داخل القصيدة.
جاء ذلك خلال مداخلته في الأمسية الشعرية للشاعر أحمد الصالح "مسافر" مساء أول من أمس التي أدارها حمد القاضي، على هامش فعاليات الملتقى الثاني لرؤساء الأندية الأدبية، الذي اختتمت أعماله في الأحساء.
وعزا الصالح، إطلاق لقب "مسافر" عليه إلى أن الحياة هي عبارة عن سفر "معنوي" من حيث الوداع والمعاناة والحب والشوق، بجانب كثرة سفراته "حقيقياً" من القصيم مقر سكنه إلى الرياض للدراسة في تلك الفترة الزمنية التي أطلق فيها اللقب، وهو بذلك جمع بين السفرين الحقيقي والمعنوي، على حد قوله.
و قرأ "مسافر" عدة قصائد من بينها:
قصيدة "حاضرة مدائن":
هذا المساء وهذه الحسناء
وأحبة في عشقها شعراء
هذي المليحة كم لها من عاشق
وبها يطيب الشعر والإطراء
وقصيدة "أنس الخيال":
أعيذك كم تجرحين المدى
وتلقين في كل بال سؤالاً
على خطواتك سار الطريق
وضج ابتهاجاً وقام احتفالاً
وقصيدة "النواعم":
سلمت أصابعك النواعم واليدان
والخاتم والماسي في تلك البنان
واللفتة الغراء والحور الذي
خلف النقاب يشيع في الدنيا افتتان
واعتبر الشهري "مسافر" شاعرا ذا نفس طويل في قصائده، ورمزي، ووصفي، والصور في قصائده مكثفة بمعان وإيحاءات بعيدة، و"الرمز" عنده يتخذ أشكالاً عدة، فالقارئ يجد مكونات الرمز في القصيدة "المسافرية" أنها تستمد من الرمز الأسطوري وهو كثير في قصائده بجانب الرمز التاريخي، والرمز الأدبي، والرمز التراثي، والرمز الديني وهو الأساس في قصائده.
وشهد ختام الأمسية تسليم الشهري ضيفي الأمسية درعين تذكاريين.