يبدو أن موقع "كييك" في طريقه لتحقيق رقم قياسي في حياة السعوديين خاصة بعد أن اكتسحوا "يوتيوب" و"تويتر" من ناحية الاستخدام وعدد المشاهدات. لكن "كييك" هذا عاجز حتى الآن عن تقديم فيديو يزيد عن 36 ثانية، وهنا يكمن التحدي، فبإمكانك أن تثبت للمعجبات بك أنك لا تضع الماكياج باستخدام منديل "ناصع البياض" وتمسح وجهك وتقول "ها شوفوا أنا ما أحط ماكياج"! أو أن تدخل في منافسة مضحكة مع "شنبك الطويل"، فضلا عن مقاطع الرقص بطريقة هزلية على موسيقى أغنية لرابح صقر!
وكل الحكاية أن هناك من يريد أن يشاهد هذا النوع من "الاستهبال"، فقد أصبح الشغل الأكبر لكثير من مرتادي هذه المواقع دون فائدة تذكر سوى "الضحك"، وهو العلامة الفارقة الآن في إعلام "الجيل الجديد". ربما أستثني بعض "الكييكرز" الذين ربما يقدمون بعض المقاطع التي تعكس واقعنا كسعوديين، ولا أنسى "يوميات مرعي" البعيدة تماما عن الاستهبال.
أذكر أن بعض الشبان قلدوا أغنية "جانجام ستايل" للمغني الكوري ساي الأكثر رواجا الآن على "يوتيوب"، ولكن التقليد تم على طريقة "أبو سروال وفنيلة"، وهنا يدخل العنصر الثقافي في القضية، وبمجرد النظر إلى ذلك الفيديو نكتشف أبعادا أخرى لموضوع "الاستهبال" وتوظيفه في الكليب وأيضا بعض المواضيع الثقافية الأخرى التي تؤكد حقيقة الواقع الثقافي الذي نعيشه! هو الأمر ذاته الذي أحدثه "كييك" بكليبات إحدى المبتعثات وخوضها في قضايا اجتماعية ودينية وثقافية تخص المجتمع السعودي، وتناقل مقاطعها والسخرية منها أحيانا وتصوير مقاطع "الاستهبال" عليها أحيانا أخرى. إذاً فـ"كييك" ظاهرة اجتماعية لا بد أن نقبل بها ونعترف أنها أصبحت جزءا من حياة الكثيرين اليوم خاصة الشباب، ولا أجد ردا على من يحذرون منه ويدعون إلى الابتعاد عنه إلا: "أنتم تستهبلون"!