حفظاً للحقوق؛ فإن هذا العنوان ورد على لسان أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان، تعليقا على الأمرين الملكيين الكريمين الصادرين أخيراً حول "الإسكان والأسمنت" حين قال: "نبتهج بأمرين ملكيين فيما دول كثيرة من حولنا تعاني الأمرين".
نعم، ابتهج المواطنون، وأنا أحدهم، بالخطوة الكبيرة التي اختصرها خادم الحرمين الشريفين عبر أمره الكريم بتسليم مهمة تطوير وتوزيع المنح السكنية لوزارة الإسكان "اليافعة"؛ علها تعالج الأمر الذي استعصى على وزارة البلديات التي "هرمت" دون أن تحقق حلم كل مواطن بقطعة أرض من هذا الوطن الممتد كقارة.
وفي مسألة الإسكان بالذات، سأقول، وبقناعة تامة: إن المواطن عانى "الأمرين" وقاسى صنوف الحرمان والقهر، خصوصاً وهو يستوعب جيداً مساحة الوطن، بينما لا تستوعبه تلك المساحة، وحين تتساقط سنوات عمره بانتظار منحة أرض، فيما يغل غيره آلاف الكيلومترات من الأراضي المعطلة، وأخيراً.. حين تتشظى ذكريات أبنائه مع تنقلاته بين المنازل المستأجرة، وهذه لن يستشعرها أصحاب المساحات الشاسعة.
لست بحاجة هنا لإثبات فشل البلديات، فتوضيح الواضحات من أشكل المشكلات؛ ولكن سأقفز فرحاً لساحة وزارة الإسكان، متفائلاً بتحقيقها قفزة حقيقية تختصر طريق امتلاك المسكن، دون أن أعطل فرحتي بتساؤلات، قد تكون منطقية، عن جاهزيتها وقدرتها على حمل هذا الملف الكبير.
الأمر الملكي الخاص بالإسكان تضمن كلمة "فوراً".. وهذه المفردة بحد ذاتها كافية لصنع البهجة، فهي كلمة حاسمة وحازمة في ذات الوقت، مما يعني أنها تفرض انتقالاً سريعاً لمسؤولية أراضي الدولة لوزارة الإسكان، والعمل على تطويرها بالبنى التحتية، ودعمها بالقروض، لتصبح جاهزة لاستلام المواطنين.
لا أدري كم تستغرق هذه الإجراءات، إلا أن كلمة "فوراً" أفهم منها، على الأقل، تجاوز الخطوات البيروقراطية التي قتلت الكثير من أحلامنا بسلحفائية اللجان والدراسات والتفاصيل المملة.. تلك التي يكمن فيها الخلل.