في تطور مفاجئ أعلنت الحكومة السودانية عن التوصل لاتفاق مع حكومة جنوب السودان حول تنفيذ الترتيبات الأمنية بعد أن أشارت التقارير إلى وصولها للطريق المسدود، واتفق الوفدان الأعضاء في اللجنة السياسية والأمنية المشتركة على تنفيذ النقاط المتفق عليها في جدول زمني مقترح من قبل الوساطة الأفريقية واستئناف التفاوض حول النقاط الخلافية في اجتماع سيعقد في الأسبوع الثاني من يناير المقبل. وأعلن الناطق الرسمي للجيش السوداني الصوارمي خالد عن أن الاجتماع القادم سيعقد في 13 يناير 2013 للنظر في التدابير التي يفترض أن تكون قد نفذت في خلال الفترة من تاريخ رفع الاجتماعات إلى تاريخ انعقاد الجلسة المقبلة.
وكان وفدا البلدين قد فشلا في اجتماعات عقدت في جوبا والخرطوم في التوصل لاتفاق حول آليات تنفيذ اتفاقية التعاون التي وقعا عليها في 27 سبتمبر الماضي، وكشف الصوارمي عن التوصل لاتفاق من 11 بندا يفضي إلى تجاوز كل العقبات التي كانت تحول دون تنفيذ اتفاقية التعاون والبروتكولات الأمنية والاقتصادية وتوقع أن "يتمخض عنه عمل ملموس في مجالات فك الارتباط وإنهاء الدعم والإيواء لمتمردي الدولتين والترتيبات الأمنية عموماً. وأفاد الصوارمي، بأن الاتفاق تضمن أيضا التأكيد على انسحاب القوات المتواجدة من الطرفين بالمناطق الآمنة منزوعة السلاح كافية كنجي، حفرة النحاس، دبة الفخار، كاكا التجارية، وستظهر هذه التوقيتات خلال الأيام القليلة المقبلة. وأن قوات دولة جنوب السودان ستنسحب من محطة بحر العرب وسماحة وأجزاء من بحيرة الأبيض والببنيس بالنيل الأزرق، وهي المناطق المتنازع عليها بين الجانبين والتي اتفق الجانبان على نشر قوات مشتركة فيها بعد سحب قواتهما. وقالت جوبا بتعذر سحب الآليات الثقيلة ودباباتها خلال موسم الخريف.
وفي الأثناء ذاتها، اتهمت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، الحكومة السودانية بقصف مدينة برام في ولاية جنوب كردفان واستهداف الزراعات والمناطق السكنية. وقال المتحدث باسم الحركة ارنو نقوتلو، إن طائرة عسكرية تابعة للجيش السوداني قصفت قرية تقلامج فى مناطق تيري بمحلية رشاد بقنبلتين.
وكثف الجيش السوداني من عمليات القصف الجوي مؤخرا بعد انتهاء موسم الأمطار في الوقت الذي تقوم فيه الوساطة بجهود لإبرام اتفاق بوقف العدائيات بين الجانبين وتسهيل تطبيق اتفاق الترتيبات الأمنية المبرم بين الخرطوم وجوبا.