أحد أكبر التحديات التي يواجهها الوالدان هي حالات الغضب المفاجئ عند الأطفال المصاحب لحالات بكاء عنيفة سواء كان وراءه سبب قوي أو تافه، ومن المحزن أن نرى عائلات لا تستطيع التعامل مع أطفالهم وهم بتلك الحالة، مما يجعل الكثير من الأطفال يدمنون استخدام الغضب للفت انتباه آبائهم بشكل سريع، حيث إن ظهور مشاعر الغضب فجأة تثير الارتباك لدى الآباء والأمهات ما يجعلهم في حيرة من أمرهم في كيفية التصرف مع أطفالهم وبالتالي لا يجدون أمامهم سوى الرضوخ لتهدئة الطفل مما يجعل الطفل يقوم بتكرار حالات الغضب لتلبية متطلباته.

تتحدث أم عمر لـ"الوطن" قائلة إن الاهتمام المبالغ مني تجاه ولدي جعله يتفنن في استخدام أساليب كثيرة للفت انتباهي ومحاولة إجباري على تلبية رغباته سواء كانت لشراء لعبة أو الموافقة على أمر يريده، وكثيرا ما أحاول تجاهل تصرفه ولكن يبدأ الدخول في دوامة غضب وصراخ تجعلني أرضخ له في النهاية خوفا من أن تصيبه عقدة نفسية أو أن تتولد عنده مشاعر كراهية نحوي.

أما أم سعاد فتقول إن ابنتي رقيقة جدا وكل من يشاهدها يشهد بذلك ولكن لديها إصرارا في طلب أشيائها مبتدئة بالكلام ومنتهية بالبكاء والصراخ حتى إني في بعض الأحيان أرى نظرات عدائية بعينيها وأقاوم كي لا ألبي رغبتها محاولة مني للتمسك بزمام الأمور، ولكن مع الوقت لا أجد نفسي إلا وأنا أستجيب لرغبتها وأقبلها حتى تسامحني وأنا مدركة أني بهذا التصرف أسمح لها باكتساب عادات سيئة ولكن ما يضغط علي هو أنني أحبها كثيرا ولا أستطيع رفض طلباتها.

أم أحمد أم لأربع بنات وولد، تقول أستخدم الحزم مع أولادي منذ السنوات الأولى حتى لا أسمح باستغلالهم لي، فهم يعرفون القواعد جيدا حيث لم يحدث أن تطور الموضوع إلى الصراخ ولكن لا يخلو من البكاء ولكني أحاول أن أكون متماسكة الأعصاب، واستمر مبتسمة في وجوههم وهم غاضبون، ويساعدني على ذلك أنني أضع في رأسي أن الحياة قاسية وأنني يجب أن أساعدهم على فهم ذلك وأن أمهد الطريق أمامهم لتقبل قسوة الحياة وأن ليس كل ما يريدونه يحصلون عليه.

ليلى محمد تقول أمي دائما ما تدلل أختي الصغيرة ولكن هذا يدفع أختي للقيام بحالات غضب عارمة للحصول على ما تريد، ففي مرة من المرات قامت بضرب رأسها في مجمع التسوق في الأرض نتيجة لرفضنا شراء لعبة، مما شكل لنا حرجا بين الناس المتواجدين حولنا.

من جهتها تقول الأخصائية الاجتماعية أماني العجلان لـ"الوطن" إن الطفل يبدأ باكتساب عاداته الجيدة والسيئة منذ الولادة، والطفل العصبي والذي يستخدم البكاء كوسيلة لتلبية رغباته يبتدئ اكتسابها منذ الولادة حيث إنه كلما صاح أو بكى أسرع الأهل ليحملوه ويستمر على هذا الطبع مع تغيير نوع طلباته حسب سنه، وللأسف نلاحظ أن هناك أهلا غير قادرين على أخد موقف جاد تجاه هذا السلوك لعدم وجود رغبة حقيقية في تنفيذه، وللتخلص من هذه العادة السيئة عند الطفل يجب على الأهل اتباع نظام معه لمدة أقصاها ربع ساعة، أو حبسه في إحدى الزوايا كعقاب على تصرفه، واستخدام الثواب والعقاب مع شرح السبب حتى يبدأ الطفل التعود على عدم استخدام الصراخ أداة للفت الانتباه.