ما زلت على قناعتي: لو تم تطبيق 10% من القوانين والأنظمة الموجودة في بلادنا تطبيقاً دقيقاً، لتخلصنا من كثير من مشاكلنا.. لكنها جامدة بحاجة لـ"مايكرويف" ضخم لتسخينها.. بحاجة لأزمة.. كارثة.. ورطة، حينها سنتحرك فوراً ونسخنها، وتصبح جاهزة للتناول!

عندما قال الملك كلمته الشهيرة قبل سنوات "ليس لأحد عذر".. كان صادقاً، وأثبتت لنا الأيام صدقه..

خذ الأمور ببساطة: حينما أمنحك الصلاحيات كاملة، وأعطيك الفرصة والوقت، وأجد أن القصور في الأداء هو الطاغي.. المنطق يقول إن هناك خللا كبيرا يجب عليك تداركه سريعا.

يقول وزير العمل البارحة الأولى: لا وجود للاستثناءات في وزارة العمل وسيتم التفتيش بعد انقضاء المهلة التي منحها الملك؛ لتصحيح أوضاع العاملين بالتفتيش على الجميع ولن نستثني أحدا!

هذه لغة تهديد واضحة للمخالف.. جميل جداً.. لكن لا بد أن نسأل أنفسنا - قبل أن نسأل الوزير نفسه - من أين استمد الثقة بأنه سيقول ويفعل.. هنا حجر الزاوية الذي أشرت له قبل قليل..

الوزير يرد بنفسه: "الملك عبدالله بن عبدالعزيز قال لي: طبق النظام حتى على أبنائي"!

لو قدمت حديث هذا الوزير لأي مواطن بسيط، وطلبت رأيه، فما تعليقه باعتقادك؟ حتماً سيقول لك: "راية الملك بيضاء.. وأي تقصير في أداء وزارة العمل وأنظمة العمل هو من مسؤوليات وزير العمل.. أي تلاعب بالتأشيرات يسأل عنه وزير العمل..

أي خلل يجب أن يسأل عنه وزير العمل"!