ألقت الإدارة الأميركية بثقلها وراء أزمة دارفور، وبدأت مساعي جادة لحشد الفرقاء، وحثهم على إلقاء السلاح، واللحاق بركب السلام، وكشف القائم بالأعمال الأميركي في السودان جوزيف ستانفورد، عن مساع تتبناها واشنطن؛ لجمع قادة الفصائل الدارفورية المسلحة في واشنطن أو أديس أبابا؛ لحثهم على الانضمام للعملية التفاوضية، والتوقيع على وثيقة الدوحة، مؤكدا استعداد بلاده للعب أي دور يخدم الاستقرار والسلام في السودان. وأضاف أنه بادر باتصالات شخصية مع عدد من قادة تلك الحركات؛ تمهيدا للشروع في اللقاءات المباشرة، مشيرا إلى أن قضية دارفور باتت معقدة وشائكة، وتحتاج إلى دعم الحكومة في الخرطوم والمجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية.
في سياق متصل قدمت الوساطة الأفريقية بقيادة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو أمبيكي مقترحات جديدة لدولتي السودان، من أجل تجاوز نقاط الخلافات الخاصة بتنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك، التي تم توقيعها في سبتمبر الماضي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وحث أمبيكي الطرفين على ضرورة تنفيذ المقترح، الذي دفعته لجنة الإشراف الخاصة بمنطقة أبيي المتنازع عليها، والإسراع في تكوين المؤسسات المدنية والشرطة بالمنطقة. وأوضح الرئيس المشترك للجنة الخير الفهيم، أن الاجتماع الذي ضمه إلى أمبيكي، تم من خلاله وضع أجندة للاجتماع القادم الذي سيتم عبره حسم الملفات المتعلقة بتكوين المؤسسات المشار إليها، بجانب الرد على الترشيحات التي تتعلق برئاسة المجلس التشريعي وعضوية الإدارية.
من جانبه وصف مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع، موقف بلاده من اتفاق التعاون مع دولة الجنوب بالإستراتيجي. وأرجع في تصريحات صحفية تعثر المفاوضات بين البلدين إلى "عدم الرؤية الموحَّدة لحكومة الجنوب وحزبها الحاكم، نتيجة لاختلاف الأقطاب والتيارات وتأثرها بالضغوط الخارجية". وأكد أهمية الدور الأفريقي في حل قضية أبيي، مجدِّداً تمسُّك بلاده بالحوار الجاد في حل القضايا العالقة.