أبداً لا يجيد الحوار.. أقصد الفضاء الإعلامي العربي. إنه يضع أكثر من ميكروفون، ولسانا واحدا!
أظنها جيدة.. فكرة الأخذ والرد، لكنها ليست جيدة فكرة الكلام بلا إنصات. وهذا الشكل تحديداً هو حوار بساق واحدة!
قبل سنوات ليست بالطويلة ظهرت فكرة الرأي في الشاشة العربية، والكثيرون من أهل البرامج الفضائية الحواريّة، مسكوا الموّال بلا أغنيةّ!
أديروا أعينكم يومياً في عشرات الفضائيات العربية، وما تقدمه من برامج رأي وحوار ليلاً ونهاراً، وما بينهما ستجدون أن فكرة الحوار غائبة من الأساس، وستجدون مفهوم الحوار مقلوباً.
جيد جداً هو الحوار في إعلام اعتاد على المواد المدبلجة والبرامج النائمة، غير أن الحوار له شروطه الفكرية والمهنية.. وهو بالتأكيد لا يعني الفوضى والصراخ والإطالة!
كنا نضحك ملء الفم، قبل ظهور الفضائيات العربية، من برامج الحوار في التلفزيونات الرسمية الجامدة، لرتابتها، ولغباء طرحها، ومحدوديّة أفقها، غير أننا اليوم، لما نشاهد حواريّة الفضائيات المنفتحة، نترحم على زمن الإعلام الرسمي.
المضحك أن أغلب الفضائيات أخذت موّال (الرأي والرأي الآخر)، هكذا، تقليداً شكلياً، وبمتابعة أكثرها: ليس هناك رأي أصلاً!
حكاية تعيد موضة أستوديوهات التحليل الرياضي، فترة تحولت فيها الفضائيات لأشواط! بينما العقل الإعلامي يتدحرج مثل كرة جلديّة في ملعب.