لا شك أن هذه الدولة استمدت التمكين من تمسكها بالدين، ولم تُوحد وتستقر إلا به. والاحتساب هو أصل متين لا ينفصم عن منهج الدولة ولا يلغى، حتى وإن أخطأ المحتسبون أو لم يوفقوا.. مقطع الحرس والمحتسب لا يتعدى دقيقة. أشعل تويتر المجلس السعودي الكبير، والتقطه أصحاب الهوى من الطرفين، أولهما أنهكه البحث عن "بوعزيزي" فأصبح يحلم بحادثة تهيج الناس، وجاءته على طبق من ذهب،معتقدا أن الهيئة هي ممثل المؤسسة الدينية، والحرس ممثل أجهزة الدولة، أما الجناح فهو جناح الإمارات، وما أدراك ما الإمارات بالنسبة لهم.. والغريب أن من قاد الحملة ضد (وحشية الحرس) لم يصبر دقائق حتى ظهر رجل الهيئة سليماً معافى شاكرا تعاون الجميع لإنهاء الموضوع.
قائد حملة إلصاق الوحشية بالحرس صامت حتى ظننا أنه خرج من تويتر على عشرات القتلى في بلاد أحبابه. انتفض لمقطع محتسب ينكر المعاصي وطالب بالتعقل لمحتسبين ينكرون تعبد الأضرحة في بلاد الأحباب. حاولوا هدم معنويات الحرس، لأنه أحد صمامات الأمان، وحاولوا تهييج المحتسبين، لأنهم أحد أركان الأمة، وحاولوا تشويه الإمارات.
أما الفريق الآخر فقد غرد محاولا استغلال المقطع ضد الهيئة ورجالها والاحتساب وأهله لغرض في نفسه.. يريد انفتاحا ممجوجاً لا نقبله لوطننا.. يطالب بإلغاء الهيئة وترك الاحتساب، وهذا خبل ما بعده خبل.. فهذا بلد الحرمين وعاصمة التوحيد، حتى وإن عصا أهله وغرقوا في الملذات فهم موحدون توابون يأمنون على أهليهم وأعراضهم في بلدهم. وإن كـان للهيئة خطأ فلها ألف فائدة.. هدوء وتفاهم بين أطراف الموضوع، وإلغاء فوري لما احتج عليه المحتسب، ورجوع للحق يحمد للجميع.. وإلى لقاء قادم مع بحث عن "بوعزيزي" آخر، مع أنهم خفضوا سقفهم إلى غفوة وزير و"خرخرة" شارع.. مقطع أثار كل هذه الضجة؛ وراءه دلالة ضخمة.. انتقال السعودي من الكلمة إلى اللقطة.. إذا أردتم مخاطبته فعينه لم تعد تقرأ إلا 140 حرفا، أو مقطعا.. للمرة الألف اختصروا، فالسعودي تغير.