الموهبة الحقيقية التي حباها الله لهيفاء وهبي هي "جمالها"، وكفى بالحسن موهبة!
معجبوها يأتون للتحرّي لا للسماع، للقامات لا للمقامات، يتمايلون على موسيقى لم تُلحّن، وعود لم "يدوزن"، ويتلبسهم "رتم" بدائي – كالزار- لم يمدّن، تشغلهم بما ترتدي وما تستثني، بظلال عينيها ولونهما، بتلاوين وجهها، ولم تشغلهم ذات "طرب" بصوت أو عُربة، دع عنك بشار وهرطقته: "والأذن تعشق قبل العين أحيانا"! فأنى له أن يدرك أن الوجه الصبوح أغنية، والقوام المنسكب لحن؟
هي تغني كي تُرى لا كي تُسمع، وإدراكها لهذه الحقيقة جعلها في "الكليب" الأخير تستبعد حتى جسر الغناء للوصول إلى محبيها، واكتفت بأن تطير إليهم بأزياء مجنّحة دون أن تنبس ببنت نغم، كأنها تقول.. إليكم ما تريدون، هيفاء دون "شائبة"، ولا أظن حبيبة الشاعر الكبير ابن الرومي، وأشهر مغنيات العصر العباسي، إلا هيفاء عصرها، وقد جهد ليصف صوتها بعد أن أجاد التغزل في وجهها فلم يجد – وهو سيد الوصّافين في كل العصور- إلا قوله: "لا تراها هناك، تجحظ عين... لك منها، ولا يدِرُّ وريد.."!
أشعلتهم الأسبوع المنصرم بالكليب الجديد "ملكة جمال الكون" الذي تتمايل فيه وتُميل، وهي تلبس فستانا سبق وأن ارتدته المغنية ألأميركية "برتني سبيرز" في كليب "Scream and Shout"، وعرضت القنوات التلفزيونية تقارير عنها وعن فستانها، التهب "تويتر"، وضج "فيسبوك"، وعتب المحبون، فغضبت هيفاء ووصفت منتقديها بأنهم "غيورون.. جهلة"، ولا أراهم غيورين إلا عليها.. ولا جهلة إلا بها!