حذرت اختصاصية الأمراض النفسية والعصبية الدكتورة أمل الكفراوي من قيام الوالدين بمنع الطفل من ممارسة سلوكيات هما يقومان بها أمامه، مشيرة إلى أن ذلك يجعل الطفل مذبذبا ومشوشا مما يراه من سلوك شاذ يرتكب أمام عينيه ممن يعتبرهم قدوة له، وينتج عن ذلك لدى الطفل شخصية ضعيفة وغير سوية نتيجة الصراع الذي يدور في داخله وعدم قدرته على تمييز الخط الفاصل ما بين الصواب والخطأ.
وأكدت الدكتورة الكفراوي لـ "الوطن" أن الوالدين هم القدوة والمرجع لأبنائهما وما يقومان به من أعمال وسلوكيات تكون هي مرجعية الخبرات على مر السنين لأبنائهما، مشيرة بالوقت نفسه إلى أن كل ما يقوم به الأب أمام أبنائه ينتج عن ذلك شعور بمخيلة الطفل بأن هذا السلوك طبيعي ولا تشوبه شائبة ولذلك يسلك السلوك نفسه مستقبلا.
وقال مصعب المزيد إن انجراف الوالدين لرغبات أبنائهم وتلبية مطالبهم دون التمييز بين ما سيضيف لهم وما يؤثر على سلوكياتهم ينتج عن ذلك تربية غير سوية.
وأشار عبدالرحمن الشويعر إلى أن سياسية المنع مع الطفل غير مجدية في العصر الحالي الذي تتوفر فيه الأجهزة الإلكترونية بكثرة في أيدي الأطفال.
وذكر سعود الجهني أنه لابد للأهل من الاطلاع على ما يشاهده أطفالهم من أفلام كرتونية التي قد تغذي بعضها الطفل بأفكار دخيلة على مجتمعاتنا الإسلاميةً.
في حين حذرت عميدة كلية علوم الأسرة للبنات بجامعة طيبة الدكتورة سها هاشم عبدالجواد من خطورة اكتساب الأطفال سلوكيات خاطئة بإشراك الطفل بجميع تفاصيل العائلة في وقت مبكر من العمر، وهو ما قد يؤدي إلى صقل شخصية الطفل وعدم تقبله أي توجيهات إصلاحية مستقبلا من الأبوين.
وأشارت عميدة كلية الأسرة لـ "الوطن" إلى أن الأطفال يكتسبون معارفهم بالعالم الخارجي بالتقليد والمحاكاة، مشيرة بالوقت ذاته إلى أن النمط الجنسي لدى الطفل يبدأ من العامين، فعندما يعرض أمامه ما يثير ذلك الشعور لديه مبكرا من الممكن أن يستسلم للإغراء والتحرش والاتجاه للممارسات غير الصحية.