تأسست الخطوط السعودية عام 1945، بعد 5 سنوات من هذا التاريخ تبنى جوزيف مكارثي في الولايات المتحدة فكرة "المكارثية" عام 1950.. بعد 55 سنة تبنت الخطوط السعودية "المكارثية" بحذافيرها.

مكارثية الخطوط تسير على نفس المبدأ، فمن ينتقدها فهو ضدها حتى لو كانت معلوماته شحيحة، بل تعدى الأمر إلى ربط إعلاناتها بمداحيها، وفي حال نقدها تلغي عقود إعلاناتها ويلغى اشتراك أي جريدة تنتقدها وأتمنى ألا يحدث ذلك مع "الوطن" بعد هذا المقال.

المكارثية ببساطة هي "إذا لم تكن معي فأنت ضدي"، لكنها في الأصل اتجاه سياسي يشدد الرقابة على الشيوعيين العاملين في الدولة. ينسب هذا الاتجاه لمكارثي، رئيس إحدى اللجان الفرعية في مجلس الشيوخ الأميركي. لكن تبين فيما بعد أن كل اتهامات جوزيف غير صحيحة، وأصبح يستخدم هذا المصطلح للتعبير عن الإرهاب الثقافي الموجه ضد المثقفين، بل وحتى الصحفيين والكتاب، ومنهم "توماس مان" الحاصل على جائزة نوبل عام 1929، ضايقه المكارثيون واتهموه بالتعاطف مع الشيوعيين، حتى أعدم وصفي جسدياً، غير أنه كسب احترام الناس، ولم يخسر مبادئه.

الشعب يصنع مجد وجماهيرية الكاتب والصحفي، عندما يحاكي همه ويصدق معه، لذا أتمنى عليهم ألا يتناسوا الشعب وهمومه، حتى لو كان الثمن رحلة إلى باريس وربما إلى أميركا، قولوا "الحقيقة مهما كلف الأمر"، لكن ليس الحقيقة التي ترون فقط، بل التي تغيب عنكم، ابحثوا عنها في حناجر الشعب وعيونهم، وهم في طوابير الانتظار، على أمل الحصول على مقعد حتى ولو بعد حين.

أنا لا أدعو إلى نقد أي جهة دون حق، لكن الشعب غاضب من الخطوط السعودية، ولن يزول الغضب حتى يتغير الأداء، ويشعر الشعب بتحسن العمل، لذا لا تخسروا ثقة الشعب في أقلامكم.