من المتوقع أن تبدأ المفاوضات الدولية ـ الإيرانية خلال شهر يناير المقبل بعد أن تلقت واشنطن ومجموعة 5+1، التي تضم الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، إشارة من طهران بأنها جاهزة لإجراء تلك المفاوضات. وكانت اتصالات التحضير للتفاوض مستمرة على قدم وساق خلال الأشهر الستة الماضية؛ إلا أنها مرت بتعرجات كثيرة مع رفض الإيرانيين لما قدمته المجموعة الدولية من اقتراحات لتسوية أزمة البرنامج النووي.

وقالت تقارير أميركية إن آخر العروض قدم للإيرانيين في أكتوبر الماضي مع رسالة واضحة بأن المجموعة الدولية لن تجري أي تعديل على ذلك العرض الأخير. ورفضت طهران العرض في حينه لتمر الاتصالات بفترة من الجمود النسبي إلى أن تراجعت طهران في مطلع الشهر الجاري، وقبلت بما وصفته "الخطوط العريضة" لما عرض في أكتوبر ورفض آنذاك وذلك بعد إجراء تعديلات طفيفة عليه. وكان عرض أكتوبر نسخة معدلة من العرض الذي قدم لإيران في يونيو الماضي ورفضته طهران آنذاك.

ويعتمد العرض من حيث بنيته الداخلية على مبدأ الرفع التدريجي للعقوبات مقابل التخلي بصورة تدريجية أيضا عن أجزاء من البرنامج النووي تتماس مع إمكانية استخدامه عسكريا، مثل تخصيب اليورانيوم إلى 20% أو التفتيش الصارم من قبل وكالة الطاقة الذرية الدولية على كافة المواقع التي تجري فيها الأنشطة النووية، أو يحتمل أن تحتوى على أجزاء سرية من ذلك البرنامج.

وكانت آخر جلسات التفاوض بين المجموعة الدولية وإيران عقدت في يونيو الماضي، إلا أنها توقفت بسبب رفض الإيرانيين تفتيش موقع "برشان". وقالت تقارير متداولة في واشنطن إن طهران قبلت أخيرا تفتيش الموقع بعد أن انتهت من تنظيفه تماما في عمليات وصفت بأنها تهدف إلى إزالة أثر أي إشعاع متخلف عن أنشطة نووية سرية تتعلق بما يعتقد كثيرون أنه برنامج نووي عسكري تخفيه إيران عن العالم. غير أن خبراء أميركيين في الشؤون النووية قالوا إن لدى الولايات المتحدة والدول الغربية تكنولوجيا قادرة على رصد أي قدر من الإشعاع مهما كان ضئيلا، وأن عمليات التنظيف عن طريق تقليب الأتربة المحيطة بالموقع وتغطيتها بتربة جديدة لن تؤثر على رسم صورة لما كان يحدث هناك.

وتقضي الخطوة الأولى من صفقة الاتفاق المتوقع بأن توقف إيران بعض عمليات التخصيب مقابل القبول بتصدير بعض التكنولوجيات إليها مثل قطع غيار الطائرات. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن رفع العقوبات سيكون رمزيا في المرحلة الأولى حتى يتسنى بناء الثقة في أن طهران لا تستخدم التفاوض كتكتيك لكسب الوقت أو لتخفيف العقوبات.

وكان موقع "فوردو" القريب من قم قد تحول إلى عقبة كبيرة في وجه المفاوضات. غير أن إيران قبلت بوقف التخصيب إلى 20% أي بموقف معجلات الطرد المركزي التي أقيمت في الموقع للوصول بنسبة التخصيب إلى 20% ما يعني أن الموقع في أغلب جوانبه سيتوقف عن العمل باستثناء بعض العمليات المساندة مما لا صلة له بالتخصيب إلى 20%.