يتملك الخبرة والدراية، ينشد التغيير والتطوير، يتمنى أن يحلق في آفاق جديدة، يأمل أن يجرب شيئا مختلفا، لكنه يمضى سنوات متتالية من عمره في نفس "الوظيفة"، يقف عند الباب، لكنه لا يقدم على الخطوة الأولى.

أيها الأعزاء.. يمضي الكثيرون عقدا من الزمان أو أكثر من عمرهم الوظيفي في وظيفة واحدة، بل إن البعض يبقى يقوم بنفس الإجراء الوظيفي كل ساعة وكل يوم! دون أن يتقدم وظيفيا في مكان عمله، أو يحاول الانتقال إلى جهة أخرى مماثلة، أو حتى مجالٍ وظيفي مختلف، ومن نافلة القول إن هذا الاستمرار يوّلد نوعا من الملل، الذي يتصاعد حتى يصل إلى مرحلة السلبية، ثم يتوّج بالاكتئاب الوظيفي كمحصلة نهائية، بعد أن يكون قد كره وظيفته وبيئة عمله، وأصبح يتضايق من مجرد الذهاب إليه كل يوم.

والحقيقة أن اللوم يقع في الأساس على "الموظف" نفسه! فهو من يتقبل بقاءه في نفس المكان دون أن يفعل شيئا، وهو من يترك للآخرين مهمة تقدمه الوظيفي، هذا إذا كان يؤمن أنه يستحق التقدم، وليس البقاء على كرسي واحد لا يتغير، طبعا هنا أسباب تحد من التقدم الوظيفي بعضها يعود للمؤسسة التي يعمل بها، وبعضها للشخص نفسه ومستوى مؤهلاته وسنوات خبرته، ولكن كل هذا لا يجب أن يكون حاجزا نحو التقدم أو الغيير، متى ما وجدت العزيمة الصادقة.

خلاصة الحديث: إن كنت قضيت سنوات طويلة في وظيفة واحدة، فحاول أن تقلب الصفحة نحو وظيفة أخرى، وإن استطعت أن تغير الكتاب، إلى مجال وظيفي آخر فذلك خير على خير.