في أعقاب زيادة الطلب على الدولار بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية مع تراجع مؤشرات الاقتصاد المصري والقلق، الذي ينتاب المستثمرين من التضارب والتخبط في القرارات السياسية ومخاوف هروب الاستثمار الأجنبي، عادت السوق السوداء للدولار مجدداً لتطل برأسها على الاقتصاد المصري، ليقفز سعر الدولار أمام الجنيه بسوق الصرافة المصرية لنحو 7 قروش في أسبوع واحد فقط.

وأشار مصرفيون مصريون تحدثوا إلى "الوطن"، إلى أن البنوك عجزت عن توفير الدولار للمستوردين، بدعوى أن ما لديها من الاحتياطي لا يكفي سوى تغطية واردات الدولة الاستراتيجية، وتحديدا السلع الغذائية الأساسية فقط، وأبرزها القمح، وهو ما دفع العملاء إلى اقتناء العملة الأمريكية واكتنازه وتداوله في السوق السوداء، كبديل عن البنوك وشركات الصرافة، وهو ما وصفه الخبراء بالأمر الخطير على الاقتصاد المصري، لاسيما في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها حاليا.

ووفقاً لبيانات البنك المركزي المصري، واصل الجنيه نزيفه أمام الدولار، الذي ارتفع 7 قروش الأسبوع الماضي، ليصل سعره إلى 619 قرشا، وهو أعلى مستوى له خلال 9 أعوام، مقارنة بـ 612 قرشا نهاية الأسبوع السابق.

من جهته، أكد رئيس شعبة المستوردين باتحاد الغرف التجارية المصرية أحمد شيحة أن معاناة المستوردين في توفير النقد الأجنبي خلال الآونة الأخيرة دفعهم إلى التعامل على الدولار في السوق السوداء، لتدبير احتياجاتهم من العملة الأمريكية على وجه التحديد، وبخاصة في ظل تناقص حجم المعروض منه لدى البنوك وشركات الصرافة، متوقعا ارتفاع تكلفة المعيشة للمواطن خلال الشهر الجاري بنحو 20% بسبب ارتفاع سعر الصرف.