"ما رأيك بقيادتي؟ أرجو الاتصال على رقم ......"، "لأي ملاحظة على السائق نرجو الاتصال على الرقم......"، "كيف ترى قيادتي"، "ملاحظة : السائق جديد" أو "السائق تحت التدريب"، عبارات تقرأ أحيانا على خلفيات بعض المركبات الخاصة والعامة، خصوصا سيارات الأجرة، والشاحنات المارة في الطرق العامة، وزاد انتشارها في الآونة الأخيرة.

استطلعت "الوطن" آراء عدد من مالكي السيارات والسائقين حول أسباب انتشار هذه الظاهرة، يقول جميل الزايدي أحد المؤيدين لهذه العبارات، إن "هذه الظاهرة أخذت في الانتشار، فلو رجعنا بالذاكرة إلى ما قبل 10 سنوات فإننا لا نكاد نرى مثل تلك العبارات".

وأضاف أن "الزيادة في عدد المركبات، وما صاحبها من استقدام سائق خاص لأكثر الأسر السعودية يكون مستوى قيادته للسيارة أقل من المتوسط، خاصة في الأشهر الأولى منذ وصوله إلى تلك الأسرة، دفع بعض الكفلاء إلى وضع مثل هذه العبارات على سياراتهم، حيث يتخذون هذا الإجراء كخطوة احترازية تجعل سائقي المركبات الأخرى ينتبهون لسائق تلك السيارة لجهله بتعلم القيادة في بلدنا".

أما محمد فتحي سائق سيارة نقل مكتوب عليها أي ملاحظة على السائق نرجو الاتصال ....."، فقد عارض ذلك الأمر بشدة، قائلا: "صاحب العمل بمجرد تلقيه أي اتصال يرد فيه شكوى على السيارة يقوم بالحسم من راتبي دون أي مناقشة لي في الأمر، فالمشتكي مصدق لديه، وفي بعض الأحيان نتعرض لظلم من بعض السائقين المجاورين لنا، إما بسبب عدم السرعة في بعض المواقع التي تحتم علينا المشي بتأن، وهم مستعجلون، فيتصلون بالرقم المدون على الشاحنة، ويتم الحسم علي".

وبالاتصال بأحد مسؤولي إحدى الشركات المتابعة لسائقيها بطريقة وضع "رقم للشكوى في حال وجود ملاحظات على قائد المركبة"، أوضح تركي محمد أن مركز استقبال الشكاوى لدينا لديه ضوابط فيما يتعلق بهذا الأمر، فليس كل بلاغ يردنا نصدر عليه قرارا يضر سائق المركبة، فنحن لدينا قائمة لكل سائق يتم بها تدوين كل شكوى ترد، ونقوم بحصرها في آخر الشهر، ومن خلال ذلك نستطيع أن نحكم على السائق، فمن غير الممكن أن يتفق أكثر من 20 شخصا مثلا على ظلم سائق واحد من حيث اتهامه بالتهور في قيادة المركبة، فليس بينهم وبينه أي رابط، فغالبية الشكاوى تكون من مواقع مختلفة ومدن عدة.

أما عبدالله الشهري (كفيل لسائق خاص) فقد رأى أن هذه العبارات مبادرات شخصية هدفها تحقيق السلامة المرورية، وأنها أثبتت فعاليتها مع سائقي السيارات الخاصة، إذ أصبحوا حذرين في قيادة السيارات، لأن السائق هنا يعلم أن في حالة الخطأ سوف يتم الاتصال على رقم جواله المدون على الزجاج الخلفي للسيارة، ويتم إخباره بكل ما يحدث" والسائقون يخشون من ذلك.

وتوجهت "الوطن" إلى الناطق الإعلامي لإدارة المرور بمحافظة الطائف الرائد علي المالكي لسؤاله حول كتابة مثل هذه العبارات على المركبات، فأوضح أن "النظام لا يمنع متابعة بعض الشركات وملاك السيارات الخاصة سائقيهم بوضع أرقام للشكاوى عليها".

وأضاف أن العبارات التي تنافي الآداب العامة، وتدعو إلى العصبية، وكذلك المدون بها البريد الإلكتروني ونحوه تطبق بحق أصحابها المخالفات المنصوص عليها وفق النظام، التي تبلغ كحد أدنى 100 ريال، وتصل إلى 150 ريالا، مع إزالة المخالفة من السيارة على الفور.