يلجأ بعض الشباب والفتيات إلى التعاطي مع برامج تحليل الشخصية عبر أجهزة الهواتف الذكية بدافع أن برامج التحليل الشخصي مسلية لدى البعض وآخرون يرونها مساعدة لمعرفة الأصدقاء وتسهم في اختصار الوقت لتحليل وكشف الأقنعة لمن حولهم من الأصدقاء والأقران.

وحذر عميد كلية التربية بجامعة أم القرى الدكتور زايد الحارثي من التعاطي مع هذه البرامج، إذ إن جزء منها مقتطفات ومختصرات لاختبارات حقيقية وعلمية، وبعض هذه الاختبارات أعدت لأغراض مشبوهة ومن يلجأ إليها أو يعتمد عليها يفتقد إلى النضج.

وبين أن هنالك اختبارات شخصية سواء في مواقع الإنترنت أو الكتب أو الجوالات وهذه كلها عبارة عن مختصرات لاختبارات شخصية كبيرة علمية تسهم في تحليل الشخصية بالاعتماد على نماذج كبرى وبطاقات من الاختبارات تم تطبيقها والتحقق من صدقها، ولكن هذه لأغراض تجارية أو دعائية يقوم البعض باقتطاف بعض هذه الاختبارات التي لا تعكس حقيقة الواقع الفعلي للاختبارات الحقيقية ويتم ترويجها للشباب والفتيات أو من لديهم أوقات فراغ إما لغرض التسلية وإما للتضليل أو لأغراض تجارية.

وقال الحارثي: "أنصح بمزيد من التوعية والتثقيف والتنبه وأخذ الحيطة والحذر لأنها تجر الآخرين لأمور لا تحمد عقباها فلا بد من التثقيف الذاتي على وجه الخصوص والتوعية، سواء عبر وسائل الإعلام المختلفة أو عبر المدارس والجامعات أو عبر المنابر الخطابية المختلفة للحد من الوقوع فرائس لبعض الدعايات أو لأغراض غير حقيقية"، داعيا إلى التوجه إلى مراكز البحوث أو مراكز الجامعات التي توفر هذه البرامج بأساليب علمية.

بدورها، التقت "الوطن" بعدد من المواطنين الذين تباينت آراؤهم حول هذه البرامج، حيث يرى عبدالعزيز الزويهري إلى أن هذه البرامج قد يلجأ إليها البعض من أجل إضفاء المرح على من حوله في مقر التجمع سواء في جلسات الأسرة أو في أماكن تجمع الأصدقاء حين ظهور النتائج النهائية لتحليل الشخصية والتي قد تكشف عن نوع المزاج والأمور المؤثرة على الشخصية وقد تكون طريفة في بعض الأوقات حيث يعقب النتائج النهائية للشخصية التي طبقت عليها برامج تحليل الشخصية الكثير من التعليقات والمرح والتي يعتبرها البعض أنها مسلية نوعا ما.

بينما يرى سلطان القرشي أن البعض ممن يتفاعلون مع هذه البرامج المتعلقة بتحليل الشخصية يكون الدافع الأول هو اكتسابهم الخبرة ومعرفتهم بالمعلومات الهامة في معرفة أساليب وقواعد تحليل الشخصية التي تساعدهم على معرفة ما وراء الشخصية وهي برامج قد تعزز من ثقافة الفرد وتسهم في تحليل المواقف ومعرفة القرارات المناسبة التي يقوم باتخاذها في حياته وتسهم في تطوير وحل الكثير من المشكلات التي تواجه الفرد وتعمل على إمداده بمعلومات تساعده في اختيار الأصدقاء بعناية وتساعده على تطوير قدراته وإجادة فن التعامل مع الآخرين.

بينما ترى نورة اليوسف أن هذه البرامج تنتشر كثيرا بين الفتيات لمعرفة صديقاتهن ومن حولهن خاصة في المرحلة الثانوية والجامعية التي تشهد تزايدا في هذه المرحلة في قائمة الأصدقاء وتتزايد الأحداث من حولهن وفترة عمرية تشهد كثيرا من الاضطرابات بحسب المرحلة العمرية والمراهقة كما أن البعض يلجأ إليها للفضول لمعرفة الآخرين وكشف ما يخفونه عن من حولهم، كما أن توفرها عبر أجهزة الهواتف الذكية أمر يجعلنا نتفاعل مع هذه البرامج في أي وقت وفي أي مكان دون قيود.

كما يرى عيسى المالكي أن هذه البرامج مسلية وممتعة ويتدافع إليها البعض بهدف عدم اتخاذ قرارات خاطئة في الحياة وخاصة بعض الشباب والفتيات في فترة الخطوبة ويستعين بها البعض لمعرفة الطرف الآخر والتعرف عليه أكثر دون الإكثار والإفراط في طرح الأسئلة حيث قد تسهم هذه البرامج في فهم الكثير من الممارسات وقياسها من خلال هذه البرامج للتعرف على الطرف الآخر بشكل أوسع كما أنها توافق الواقع كثيرا، حيث البعض من البرامج عندما تتفاعل معه وتقوم بطرح ما يتضمنه من أسئلة على شخص ما في النهاية يقوم بعرض نتائج يقرها ذلك الشخص ويؤكد وجودها في شخصيته وتفكيره وهذا التوافق يجعل الكثير من الشباب والفتيات يندفعون أكثر لهذه البرامج. بينما ترى فاطمة الشريف إلى أن الدافع الحقيقي والأقوى لهذه البرامج هو الحب وخاصة أن طبيعة المجتمع لا تعترف بمبدأ الحب لدى الفتيات والشباب ولا يمكن لأحد منهم أن يطرح أية مشكلة يواجهها في مرحلة الحب ويناقش ممن يفوقه في العمر أو عرض مشكلة تواجهه في مرحلة الحب على والدته ووالده، وبالتالي سيلجأ إلى البدائل حيث تعد برامج تحليل الشخصية إحدى البدائل المتاحة للجميع كما أنها تساعد البعض لمعرفة الطرف الآخر والتعرف على ما يعجبه ويغضبه وأساليب كسب وده، كما أن هذه البرامج تطلع على ما بداخلنا من أسرار دون كشفها للآخرين وهذا أمر مشجع للتفاعل معها.