أعلنت الولايات المتحدة اعترافها بالائتلاف الوطني السوري، واعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري. وقال الرئيس باراك أوباما في مقابلة تلفزيونية مساء أول من أمس، إن القرار يعد خطوة كبيرة على طريق الجهود الدولية لإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد. وأضاف أن الائتلاف يضم الآن عددا كافيا من قوى المعارضة على نحو يجعله مستحقا لتلك الصفة، أي صفة تمثيل الشعب السوري، وأن ذلك يمهد الطريق لتقديم دعم أكبر لهذا التحالف. وذكر أوباما أن الاعتراف يرتب على الائتلاف مسؤوليات إضافية بأن يحافظ ويوسع من صفته التمثيلية لأكبر عدد من قوى المعارضة، وأن يتعهد بالحفاظ على الطابع السياسي للمرحلة الانتقالية التي ستلي الإطاحة بالأسد، وأن يضمن حقوق المرأة والأقليات.
وجاء إعلان أوباما عقب قرار إدارته إدراج منظمة جبهة النصرة، التي تقاتل النظام السوري على قائمة المنظمات الإرهابية بدعوى صلتها بالقاعدة. بيد أن القرارين أثارا جدلا في واشنطن. فقد قالت الباحثة في معهد دراسات الحرب إليزابث أوباجي، إن القرار "جاء متأخرا وأثره العملي سيكون محدودا". وأضافت "القول بأن ذلك سيمهد لقيام الولايات المتحدة بتسليح المعارضة وهي خطوة لم تعلنها الإدارة حتى الآن بصورة رسمية لن يكون له أي أثر يذكر على السوريين، فالمعارضة تحصل على الأسلحة على أي حال سواء بموافقتنا أو دون موافقتنا.. إنهم يستولون بمعدلات منتظمة على قواعد عسكرية كبيرة للنظام، ويغنمون كل أسلحتها كما أنهم يحصلون على أسلحة أخرى من عدد من المصادر".
وحول إعلان جبهة النصرة كمنظمة إرهابية قالت أوباجي: "المنظمة موجودة، لا سيما في حلب وهي تحظى باحترام المعارضين من المجموعات الأخرى. وأعتقد أن إدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية سيكسبها المزيد من الشعبية. لا أعتقد أن القرارين مناسبين، فهما أقل كثيرا مما ينبغي اتخاذه من خطوات، كما أنهما خطوتان صغيرتان للغاية ومتأخرتان للغاية".
وكانت وزارة الخزانة قد أعلنت فرض عقوبات على ما أسمته "مجموعة الشبيحة". ولا يوجد طبقا للباحثة الأميركية مجموعة تحمل ذلك الاسم، إذ إن الشبيحة هي قوات غير نظامية تابعة لأجهزة الأسد ومن ثم فلا معنى لفرض عقوبات عليها إلا من الوجهة الرمزية. وعادت أوباجي للتو من جولة استغرقت عدة أسابيع في المناطق السورية الخاضعة للمعارضة.