زاملت في دراستي كطالب مبتعث في أستراليا معظم الجنسيات العالمية، الذين ألتقي معهم من خلال اكتساب اللغة الإنجليزية كلغة ثانية.
وخلال فترة التحصيل العلمي، من الطبيعي أن يكون هناك منافسة من قبل الزملاء والأقران في مقاعد الدراسة، التي ترتفع فيما بعد لتصل إلى أبعد من ذلك، عبر التنافس في المساهمة في بناء الوطن، والإنماء العالمي، بجانب التميز في الدعوة إلى "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
ذلك يقودنا إلى الحديث عن المنافسة الصناعية، حيث تخالج النفس أحاديث كثيرة، وأسئلة عدة، وأمنيات واسعة، ومن بين التساؤلات المطروحة: لماذا لا توجد لدينا مصانع للحاسب الآلي، والأجهزة الإلكترونية بأنواعها، ولماذا لا ننتج أجهزة ذكية يتهافت على اقتنائها مستهلكون عالميون لجودتها، ولماذا لا نرى مشاهيرنا، وقد بلغوا العالمية في مجال الرياضة، والأزياء، والعلامات التجارية، وغيرها من المجالات؟ بل لماذا ليس هناك طباخون سعوديون كغيرنا من البلدان؟
الاعتماد على الآخرين نقطة تدور حولها غالبية المشكلات، وقد بلغ ذلك حتى في تربية النشء، وتربت الأجيال على الاعتمادية، والاتكالية، وهو ما سيدفع إلى نتيجة تموت فيها روح العمل وروح التحدي، والإبداع، وينمو الاتكال، والكسل.
يقال إن هناك محاولات عديدة للتفوق في مجالات عالمية، ولا أحد ينكر هذا، لكنها ما زالت في مرحلة البدايات، وستبقى مسيرتها تحتاج إلى دعم، وهنا يأتي دور الطلبة المبتعثين بالتسلح بوقود العلم والمعرفة، وتنمية روح الاعتماد على النفس، حتى تنطلق سواعد الشباب لهذا الجيل والأجيال القادمة بإذن الله في بناء الوطن.