في الوقت الذي يستعد فيه متتبعو الإشاعات لمواجهة أكبر إشاعة في تاريخ البشرية، والتي توافق 12 ديسمبر الحالي وتزعم احتمالية أن يكون ذلك اليوم أو يوم 21 موعدا لنهاية العالم استنادا إلى عدد من الخرافات القديمة أهمها تقويم "الدورة الكاملة" التي تعود لشعب المايا، تسبب هذا التاريخ في جدة في رفع أسعار قاعات الأفراح والفنادق نتيجة المنافسة الشرسة بين المواطنين للحصول على حجوزات وإقامة مناسباتهم الخاصة، وتحديدا الزواج في هذا التاريخ المميز 12/12/ 2012.وفي جولة لـ"الوطن" على عدد من الفنادق وقاعات الأفراح والمناسبات رصدت زيادة في الأسعار تراوحت بين 30 و50% للحجز في هذا اليوم، مع وجود تأكيدات على ضرورة أن يكون الحجز مع دفع كامل المستحقات قبل وقت كاف، واشتراط عدم إعادة المبلغ في حال تعذر إقامة المناسبة مهما كانت الظروف.ففي قاعة أحد الفنادق الكبرى أكدت الموظفة ماجدة محمد أن "طبيعة الحجز تؤخذ بحسب عدد الأشخاص، حيث يحسب على الشخص ما بين 400 و550 ريالا، ولكن يتم عمل تخفيضات في الأيام العادية، غير أن الأيام التي تحمل تواريخ مميزة تستثنى من أي خصم كان، وبالنسبة لتاريخ 12 ديسمبر فقد تم حجزه منذ أكثر من 10 أشهر مع دفع كامل قيمة التكاليف مبكرا ووجود شرط في العقد بعدم إرجاع المبلغ المالي حتى في حال إلغاء المناسبة، مشيرة إلى أن هذا التاريخ بالذات تسبب في عدد كبير من الاتصالات والزيارات من الزبائن للحصول عليه، وتقديم مغريات كدفع ضعف تكاليف الحجز، ولكن الحجز كان لصاحب الأسبقية والذي يدفع المبلغ مباشرة.فيما شهدت إحدى القاعات الكبرى في المحافظة مزادا للأسعار حيث تقدم قبل 8 أشهر بحسب مدير القاعة محمد صلاح، أكثر من 10 أشخاص للحصول على الحجز لإقامة زيجاتهم في هذا التاريخ، غير أن مالك القاعة واجه الراغبين باستئجار القاعة ببعضهم وأخبرهم أن صاحب أكبر مبلغ هو الذي سيحصل على القاعة، مشيرا إلى أن عددا منهم خرجوا من المنافسة فيما تبقى أربعة أشخاص تنافسوا فيما يشبه المزاد، ووصل سعر إيجار القاعة إلى ضعف المبلغ الذي يحتسب في الأيام العادية. ويؤكد المواطن محمد سعيد الغامدي الذي بحث في قاعات المحافظة كثيرا للحصول على حجز في هذا التاريخ أن الأسعار ارتفعت في جميع القاعات والفنادق قبل وقت مبكر يتجاوز 9 أشهر، وأنه لا يوجد أي قاعة أو فندق لديه شاغر في هذا اليوم من خلال بحثه خلال الأسابيع الماضية، مما اضطره إلى استئجار استراحة كبيرة ليقيم فيها حفل الزواج نزولا على رغبة زوجته المستقبلية، مشيرا إلى أن الاستراحات أيضا لم تسلم من حمى ارتفاع الأسعار، حيث زاد عليه المبلغ بعشرة آلاف ريال لتحديد هذا اليوم بالذات، فيما يعود السعر لوضعه الطبيعي في الأيام السابقة أو اللاحقة لهذا التاريخ.

ومن جهته أكد رئيس لجنة الضيافة عضو لجنة السياحة بالغرفة التجارية الصناعية بجدة الدكتور خالد الحارثي لـ"الوطن" أن "ارتفاع الأسعار في مثل هذه المناسبة لا يعد استغلالا، وإنما يعود إلى زيادة الطلب من المستهلك الذي يستطيع أن يحدد موعدا آخر"، مشيرا إلى أن رفع السعر جاء بناءً على زيادة الطلب على حجز هذا اليوم دونا عن غيره.

وأشار إلى أن "الغرفة التجارية لم يصلها شيء رسمي بخصوص رفع الأسعار لهذا اليوم في حد ذاته، كما أنه من اختصاص وزارة التجارة وهيئة السياحة التي تقوم بعملها على أحسن وجه بناءً على ما يصلنا منها من تقارير دورية عن متابعة القطاعات السياحية".

وبين أنه في قطاع الإيواء يسمح أن تصل الزيادات إلى 50 % في المواسم بحسب تصنيف النجوم، ولكن في مجال استئجار القاعات فما يرفع السعر هو زيادة الطلب وهو مفهوم الاقتصاد الحر، مشيرا إلى أن 9 سبتمبر 2009 شهد أيضا زخما كبيرا على مستوى العالم أجمع، حيث شهد في بريطانيا أكبر عدد من حفلات الزواج، غير أن توافق التاريخ لن يتكرر بعد 12 ديسمبر 2012 مما يجعله الأكثر تميزا.