أكد رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد الشريف أمس، أن هيئته حققت فعليا في القضيتين اللتين أثارتهما "الوطن" في 13 و22 سبتمبر الماضي، حول حادثة الانقلاب غير المعلن لقطار الفوسفات والتجاوزات المرصودة على مركز القلب في حائل. وقال الشريف في رده على سؤال لـ"الوطن" بشأن القضيتين "لقد قمنا بمتابعتهما ولن نتأثر بأحد وما نتوصل إليه من حقائق سنرفعه لخادم الحرمين الشريفين"، مشددا على دعمه الشخصي لـ"التشهير" بالمفسدين.




خرجت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد عن صمتها، وأعلنت أمس على لسان رئيسها محمد الشريف أنها حققت في القضيتين اللتين أثارتهما "الوطن" حول "قطار الفوسفات" و"قلب حائل"، مؤكدا أن نتائج التحقيقات سيتم رفعها إلى خادم الحرمين الشريفين كما جرت عليه العادة.

وأكد الشريف على هامش رعايته مع مدير جامعة الملك سعود، احتفال نادي المسؤولية الاجتماعية باليوم العالمي لمكافحة الفساد أمس في الجامعة، أن الهيئة دخلت كطرف على خط تحقيقات تجريها على ما كشفته الصحيفة في وقوع حادث "انقلاب قطار الفوسفات" و"المخالفات الصحية في مركز قلب حائل"، مؤكدا متابعتها للقضيتين.

متابعة الحقائق

وقال الشريف في رده على تساؤلات "الوطن" حول القضيتين، ما نصه "الهيئة تقوم بمتابعتهما على اعتبار أنهما قضيتا شأن عام، وتبن أن هناك فسادا من الوهلة الأولى، ما شغلت الرأي العام واهتمام المواطنين فإن الهيئة ذهبت للحـادثين وتحققت بنفسها ولا تتأثر بأحد وتـأخذ الحقائق ثم ترفعها لمـرجعها وهـو خادم الـحرمين الشريفين".

وأبدى الشريف عدم قناعته بترتيب المملكة في تقرير منظمة الشفافية الدولية الذي صدر هذا العام والتي جاءت فيه بالمرتبة 66 من أصل 176 دولة متراجعة عن ترتيبها العام الماضي بـ9 مراكز. وقال "هذا الأمر غير مرض وليس من المأمول"، مرجعا التقصير في ذلك إلى شح التقارير التي تصدر عن البلاد، وتابع قائلا "لم نرض عن التقرير وهو أقل من المـأمول".

وأبان الشريف أن ترتيب المملكة الحالي لا يعبر عن واقع مكافحة الفساد بالمملكة، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الـهيئة تعمـل على تلافي القصور في عدم إيصال التقارير لهيئة الشفافية والنزاهة الدولية، مشددا على أن نزاهة ستعمل على تلافي أي قصور في هذا الملف.

وأعرب في تصريحاته إلى الصحفيين، عن أمله أن تقتدي الجامعات الأخرى بالتعاون مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد واستمرارية المناسبات التوعوية عن الفساد ومضاره، مبينا أن الهيئة لا توجد لديها صلاحيات لتوقيع العقوبات والتي هي من اختصاص القضاء، مؤكدا أن الهيئة لا تعاني من مسألة توظيف الكوادر على الرغم من شدة الشروط الواجب توافرها في الموظف.

مراجعة وتطوير

وحول قضية سيول جدة، قال الشريف إن الحادثة وقعت قبل أن تنشأ الهيئة، وبالتالي فهي لم تتحقق من تلك الواقعة ولم تحل إليها القضايا، وقال "لا أستطيع أن أحكم ما إذا كانت هناك مماطلة في تلك القضية، ولم نطلع على الأسباب ولا نستطيع أن نحكم".

ولفت الشريف إلى أن "نزاهة" تستمر في مراجعة وتطوير وسد الثغرات النظامية التي تتواجد بالأنظمة الحكومية أو نظام المنافسات الحكومية، مع العمل على متابعة تنفيذ المشروعات على الأرض والتأكيد من أسباب تأخرها إن وجدت.

وجدد التأكيد على أن لا يستثنى كائن من كان من ملاحـقة الهيئة له، لافتا إلى أنه مع مبدأ التشهير، إلا أنه أكد بأن التشهير عقوبة وأنها تحتاج إلى نص قضائي.

وكشف رئيس "نزاهة" عن توجـه الـهيئة إلى إنشاء "جائزة" سنوية وتعطى لأفضل موظف اتسم عمله بالنزاهة مادية ومعنوية، مشيرا إلى أن الهيئة ستقوم بجمع المعلومات عن المرشحين من قبل إداراتهم والمؤثرين بالرأي العام.

وذكر الشريف أن الهيئة تقوم بمراجعة المشروعات الحكومية وليس بالإشراف على أعمال الوزارات، مؤكدا على أنها تندب منسوبيها للمشروعات مع استبعاد أن تكون هناك فرق مراقبة دائمة.

وأضاف الشريف أن "نزاهة رصدت عدم إنشاء بعض الجهات الحكومية أقساما للمراجعة الداخلية، مؤكدا على وجود قرار ملزم لإنشائها مع أهمية أن تبادر الجهات الحكومية إلى الاهتمام بالعاملين بها. وأكد بأن الصحافة ينظر لها على أن شريك هام لـ"نزاهة" وأنها تدقق في جميع ما يكتب عبر عن أشكال الفساد وأن جميع الكتابات تراها الهيئة على أنها بلاغات.


"الملك سعود": 22 كرسيا "غير فاعلة".. وتم إيقافها





كشف مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر في رده على تساؤل لـ"الوطن" أن الجامعة أوقفت 22 كرسيا بحثيا، لافتا في الوقت ذاته على أن تلك الإيقافات لا تعني إلغاؤها.

وقال إن الجامعة تقوم بمراجعة مزمنة ومحددة مسبقا لأداء بعض الكراسي، ونتج عنه إيقاف 22 كرسيا إلى الآن، مبينا بأن تلك الكراسي اتضحت أنها لم تنتج أوراقا علمية أو بحوثا أو إصدار كتب أو قيامها بالترجمة.

وذكر العمر أن هناك كراسي علمية فاعلة جدا وتؤدي رسالتها مثلما خطط لها، كاشفا عن عقد إدارة الجامعة اجتماعا قريبا يتناول حصيلة تلك الكراسي البحثية، مؤكدا بأنه متى ما اتضح أن هناك حاجة علمية لموضوع معين وعند توفر راع سيتم افتتاح كراسي جديدة.

وحول موضوع الأوقاف التابعة للجامعة، أكد أنها تعمل وفق ما خطط لها وبحسب الجدولة الزمنية المتفق عليها.

وفي شأن القبول للطلبة، بين العمر بأن الجامعة لم توجه اللوم على أن التعليم العام ضعيف، وما تقوم به الجامعات عبر إدخال اختبارات القياس يأتي لضمان أن من يتم قبوله هو الأفضل وأن تتاح الفرصة للطالب الأفضل. وقال الدكتور العمر إن الجامعة أدخلت بعض المصطلحات في مفهوم مكافحة الفساد وحماية النزاهة داخل مناهجها ضمن المقررات العامة، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد ممكن من الطلبة للتعرف على مخاطرها ورفع مستويات التوعية.