بمبناها المعماري الفريد، الذي لايزال يحتفظ برونقه الجميل منذ عام 1356، لاتزال المدرسة الأميرية في الأحساء محط إعجاب الكثيرين، كتحفة معمارية تزين قلب "الهفوف"، من خلال أروقتها التي تتميز بفن العمارة الأخاذ، والأقواس الطينية، والزخارف الإسلامية الفريدة، والنوافذ الخشبية المطلة على معالم مدينة الأحساء.

رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان يرعى اليوم حفل افتتاح بيت الثقافة في المدرسة الأميرية - على هامش الفعاليات المصاحبة لملتقى التراث العمراني الوطني الثاني الذي يعقد في المنطقة الشرقية ومحافظة الأحساء خلال الفترة من 25 – 28 /1 /1434 - ويجيء هذا الاحتفال سعياً من الهيئة لتعزيز علاقتها بالمجتمع المحلي من خلالها خريجي المدرسة الأوائل، ولتفعيل دور المدرسة في تاريخ الوطن، بعد أن تخرج منها عدد من الأمراء، ومنهم الأمير خالد الفيصل، ووزراء وشخصيات في الدولة، عاودت المدرسة بريقها من جديد، لتغري المصورين الفوتوجرافيين بجمالها التراثي، فصوبوا عدساتهم تجاهها، ليلتقطوا أجمل الصور، ولا يجدوا عناء في اختيار اللقطة، فأينما ولَّوا وجوههم أخذتهم الأقواس والشبابيك والزخارف إلى حيث المنتهى الفني.

وهي حينما تهديهم الصورة، لا تريد منهم جزاءً ولا شكوراً، سوى أنها في نهاية المطاف تقلد المصور ميدالية المركز الأول، بمناسبة حصول صاحبها على جائزة أي مسابقة شارك فيها.

المصور علي الناصر، أحد الذين ذابوا في أروقة المدرسة، حاز المركز الأول في مسابقة "هجر ثقافة وتراث" التي نظمها فرع جمعية الثقافة والفنون بالأحساء من بين مئات المشاركات، اعتبر أن هذا المكان معين لا ينضب من الجماليات الهندسية المعمارية، ويمكن للمصور المحترف أن يخرج بعشرات الصور الفنية، ومن زاوية واحدة، باعتبار تعدد المكونات والأشكال هناك.

أما المصور عبدالعزيز البقشي، فحصد عدة جوائز من المدرسة نفسها، وكان آخرها المركز الثالث-في المسابقة نفسها-، وعلى محدودية المبنى المؤلف من طابقين بأروقة مطلة على الساحة الداخلية الخاصة بالطابور الصباحي، والفصول الدراسية، إلا أن البقشي يستطيع إبراز عدة لوحات فنية من هناك، مرجعاً ذلك إلى التماس الروحي بينه وبين هذه المدرسة التي كان يمر بجانبها كثيراً أيام الطفولة، وشغفه في الدخول إليها- إبان كانت مغلقة لفترات قبل ترميمها -، حتى كبر هو وافتتحت المدرسة ودخل إليها مصوراً وليس طالباً.