الأرجنتيني جونزالو هيجوين ثاني هدافي ريال مدريد الإسباني بعد البرتغالي كريستيانو رونالدو هو رأس الحربة الأساسي لمنتخب الأرجنتين.. والفرنسي كريم بنزيمه ثاني هدافي ريال مدريد هو رأس الحربة الأساسي لمنتخب فرنسا.
ولكن هجوم ريال مدريد لا يسع إلا لاعباً واحداً فقط من بين بنزيمه وهيجوين مع الثنائي رونالدو والألماني مسعود أوزيل.. وهو الأمر الذي يعني أن يجلس أحدهما احتياطياً باستمرار في كل مباريات الفريق المحلية والقارية.. وما أصعب أن تكون أساسياً بمركزك في منتخب بلادك ولا تجد نفس الأمر في ناديك.
المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو اختار طريقة لعب ريال مدريد بوجود رأس حربة واحد وهو يعلم أن لديه اثنين من أفضل وأمهر وأخطر المهاجمين في العالم.. وكان عليه التفاهم معهما للاقتناع أن مصلحة الفريق (وهي أكبر من مصلحة أي لاعب) تستوجب بقاء أحدهما احتياطياً في كل المباريات دون تحديد من هو الأساسي ومن هو الاحتياطي.
مورينيو كان عادلاً لأقصى درجة ولم يترك الأمر لمصلحة أحدهما على الآخر، ولم يدع القلق أو الغضب يتسرب إلى قلب اللاعب الجالس على المقعد الاحتياطي.. ومنح الفرصة دائماً للأجهز والأكثر توفيقا لبدء اللقاء دون النظر إلى مكانه في اللقاءات السابقة.. وخاض بنزيمه 23 مباراة بالدوري مقابل 21 لهيجوين عبر 30 مرحلة.
النموذج الرائع لاستفادة ريال مدريد من مهاجميه الفرنسي والأرجنتيني يجب أن ينتشر بين اللاعبين العرب الأقل شهرة ومكانة ومهارة وسعرا من بنزيمه وهيجوين.
كم هو مرير على النفس والعين معاً أن نرى لاعبين في أنديتنا ومنتخباتنا العربية يغضبون ويثورون عندما يجلسون في الاحتياطي أو يستبدلهم مدربوهم في المباريات.. وتذكروا ما فعله ميدو وزيدان وشيكابالا مع حسن شحاتة في المنتخب والزمالك.
ولنا في بنزيمه وهيجوين القدوة.