العقل يخلق ويبدع كل شيء، ولذلك يجب أن توجهه توجيها سليما، بحيث لا يخلق سوى الأفكار والأشياء الطيبة فقط. إذا تمسكت بفكرة ما ـ بإرادة وإصرار ـ فإنها ستتخذ صورة ظاهرة ومحسوسة. معظم الناس يعتقدون أن الأفكار الخاطئة والتجارب العاتية التي تراودهم وتتسلط على أفكارهم هي ناجمة عن سوء فهم سيكولوجي، لكن الواقع غير ذلك.
منذ بدء الخليقة وقوى الخير تقاوم قوى الشر. يجب أن نتذكر أن الحسد والغضب والجشع، وما إلى ذلك ليست من خلقنا، بل أُعطيت لنا منذ البداية، ومن المعاناة من هذه الشرور تستيقظ الحكمة وتحاول العثور على الطريق وسط هذه الآلام.
يتيقظ القلق في القلب نتيجة الإحساس بالألم. وهكذا نرى أن الخوف يتوقف على بعض اختبارات سابقة. بالكاد يوجد شخص واحد لا يخشى المرض. لقد أعطيَ الخوف للإنسان كأداة احترازية لتجنيبه الألم، ولم يكن الغرض منه تضخيمه والتفكير الدائم به. الانهماك المتواصل بالخوف يعرقل جهودنا لتفادي المصاعب وحل المشكلات التي تواجهنا. الخوف الحذر يقوم على الحكمة، كالتفكير على سبيل المثال أن نوعا من الطعام لا يناسب الصحة بالرغم من الرغبة في تناوله. الخوف من المرض يجسّد المرض. الناس يجلبون المرض إلى أنفسهم لمجرد التفكير به. إن كنت دائم الخوف من الإصابة بالزكام ستكون أكثر عرضة له مهما فعلت لتلافيه.
مهما كانت الأمور التي تخشاها، حوّل فكرك بعيدا عنها. اتركها لله وعزز ثقتك به. الكثير من التألم عادة ما يكون بسبب القلق النفسي. لِمَ التألم والمرض لم يأتِ بعد؟ وما دامت معظم أمراض الناس ناجمة عن الخوف، فإن تخلوا عن الخوف سيتحررون على الفور، وسيكون الشفاء فوريا. تحرر من الخوف وثق بالله، إن تناغمت مع الله ستنساب حقيقته إليك وستعلم أنك في جوهرك روح لا يمسه العناء. إن ركزت باستمرار على فكرة إقصاء الخوف من قلبك سيزول الخوف وستشعر بالفرح الإلهي يغمر كيانك بأسره. الخوف يلازم الإنسان على الدوام، والتخلص منه ممكن إن أردت ذلك.
غالبا ما يضع الإنسان نفسه أولا، ولكن يجب أن نفكر بالآخرين، ونساعدهم على قدر طاقتنا، ونتمنى لهم الخير كما نتمناه لأنفسنا. عندما نفعل ذلك عن طيبة خاطر ومن قلوبنا نشعر باتساع في دائرة تعاطفنا وبعمق وتعاظم الألفة بيننا وبين الآخرين. ما قيمة الحياة إن لم تكن محاولة مستمرة في إيجاد حلول ناجعة للمشاكل والتغلب على الصعاب.