منذ 30 عاما و"الدباب" هو وسيلة النقل الوحيدة، التي يستقلها مواطنو منطقة تبوك، إذا ما أرادوا البحث عن سيارات "أجرة"، وذلك رغم صغر حجمه وسعته التي لا تتجاوز الراكبين، في ظل غياب واضح لشركات النقل "الليموزين"، التي تخلو شوارع المدينة منها، إلا أن الحسنة الوحيدة في ذلك أن مشغلي "الدبابات" من المواطنين السعوديين.
وأوضح أحد الشباب السعودي– فضل عدم ذكر اسمه - أنه يقوم بالعمل على دباب خاص به لتوصيل الزبائن، مبينا أنه يقوم بتوصيل الركاب لأي موقع داخل المدينة بمبلغ زهيد لا يتجاوز الخمسة ريالات. وقال: "إنني أعمل فقط في الفترة المسائية، وأحصل على مبلغ 50 ريالا يوميا تقريبا"، مشيرا إلى أن المواطنين تعودوا على الدباب، وأصبح وسيلتهم الأولى في النقل مدفوع الأجر.
وأبدى كل من علي البلوي، ومحمد العطوي- وهما شابان سعوديان يعملان على سيارت أجرة بمطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز بتبوك- عدم تفاؤلهما بتوفير سيارات الليموزين داخل شوارع المدينة، معللين ذلك بأنه سوف يكون فرصة للأجانب للسيطرة على هذه الوظائف المربحة.
وقال العطوي: "إن شوارع الرياض وجدة والدمام تشهد سيطرة العمالة الوافدة على هذا القطاع الذي لم يتم سعودته". وحول سبب عدم انتشارهم في شوارع تبوك، قال البلوي: "لدينا عقد مع مطار تبوك ينص على ضرورة التواجد أمام بوابات المطار لنقل المسافرين، ولا يحق لنا التوصيل داخل المدينة"، مبينا أن "دباب تبوك" مسيطر على النقل، وقد اعتاد عليه المواطنون منذ سنوات.
من جهة ثانية، أدى غياب تشغيل شركات للنقل في تبوك، إلى ظهور أجانب يقومون بتوصيل العائلات إلى المجمعات التجارية والأماكن العامة، وقد وضعوا تسعيرة معينة للنقل، مستغلين عدم وجود شركات نقل بتبوك في رفع الأسعار والتحكم فيها، الأمر الذي دعا عددا من المواطنات للتذمر، وقالت إحداهن: "نحن مضطرات لاستخدام النقل الخصوصي في التنقل، وذلك في ظل الغياب التام لليموزين في تبوك، مما أدى إلى استغلال الأجانب الذين سيطروا على النقل الخصوصي، والتحكم بسعر النقل داخل أحياء تبوك حتى وصل سعر المشوار الواحد 40 ريالا".
ومن جانبها، تواصلت "الوطن" مع الناطق الإعلامي لفرع وزارة النقل بتبوك عبدالله العمري، وأرسلت له استفساراتها منذ السبت الماضي، ووعدها بأن تجهز الإجابات، وعاودت الصحيفة الاتصال به مرارا، إلا أنه لم يتجاوب مع الاتصالات المتكررة حتى مساء أمس.