أعلن مقاتلو المعارضة الذين يخوضون معارك في العاصمة السورية، أن مطار دمشق الدولي أصبح منطقة عسكرية أمس، وحذروا المدنيين وخطوط الطيران من الاقتراب منه. وقال المتحدث باسم المجلس العسكري في دمشق نبيل العامر: إن ألوية المقاتلين الذين يحاصرون المطار قرروا أن المطار بات هدفا. وأضاف أن المطار يغص الآن بالمركبات العسكرية المدرعة والجنود، وأن المدنيين الذين سيقتربون منه الآن هم المسؤولون عن أنفسهم. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الناشطين يخشون هجوما بريا على عدد من ضواحي دمشق، تتدفق عليها تعزيزات عسكرية اليوم الجمعة، بينما تستمر عمليات القصف والمعارك في محيط العاصمة وجنوبها. وقال المرصد نقلا عن ناشطين ميدانيين: إن "الجيش يقصف البساتين المحيطة بداريا التي تتدفق عليها تعزيزات عسكرية". وأضاف أن "معضمية الشام تقصف بعنف ونشرت تعزيزات كبيرة لمهاجمة البلدة على ما يبدو".

وفي دمشق، يقصف الجيش السوري الأحياء الجنوبية، حسبما ذكر المصدر نفسه الذي تحدث عن عمليات قصف ومعارك ليلية بين مقاتلي المعارضة والجنود في العاصمة وعدد من الضواحي. وفي شمال البلاد يحاصر مقاتلو المعارضة مطار منج ويقومون بقصفه بقذائف الهاون بينما قطعت الكهرباء عن معظم بلدات محافظة حلب.

من جانب آخر، ذكرت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية، أن مستشارين عسكريين فرنسيين اجتمعوا مع ثوار داخل سورية في الأسابيع الأخيرة بهدف التعرف على الأشخاص الذين سيتسلمون إمدادات محتملة من الأسلحة. ونقلت الصحيفة عن قيادي بالمعارضة السورية ـ لم تكشف عن هويته ـ قوله: إن عملاء فرنسيين أجروا محادثات مباشرة مع زعيم الجيش السوري الحر "في منطقة بين دمشق ولبنان". كما نقل عن المصدر قوله: إن عملاء أميرييين وبريطانيين عقدوا أيضا اجتماعات على الأراضي السورية مع الثوار. وقال زعيم المعارضة للصحيفة "يريد الخبراء الفرنسيون معرفة من يفعل ماذا". ورغبوا أيضا في تحديد "القدرة العملية لكل جماعة "و"انتماءاتها السياسية".

وفي واشطن اكتفى مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية بوصف المحادثات التي جرت بين كل من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، ونظيرها الروسي سيرجي لافروف، بحضور المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي في دبلن بأنها كانت "بناءة". وذكرت تقارير أميركية أن التحرك الأميركي الروسي المفاجئ الذي تمثل في اجتماع دبلن، ناتج عن توصل واشنطن وموسكو إلى أن الوضع المعلق الذي حكم الموقف في سورية منذ انفجار الثورة يوشك على الانتهاء على نحو لا يضمن للقوى الدولية الكبرى احتفاظها بحصة في تحديد مستقبل البلاد. وقالت تلك التقارير: إن الضجة الأميركية التي تصاعدت في الأيام الأخيرة مثلت في حقيقتها انعكاسا للقلق من استيلاء قوى معادية للولايات المتحدة على السلطة في دمشق بعد سقوط الأسد. وإذا صحت تلك التقارير، فإن ذلك يعني أن الحوار الروسي الأميركي الذي بدأ في دبلن أول من أمس ينقل حالة من الاتفاق الثنائي على أن الأسد لن يبقى طويلا، وأن المهمة الآن هي وضع حالة البلاد بعد سقوطه في سياق يمكن التحكم به حتى لا تفلت الأمور إلى مسارات تلحق الضرر بمصالح الدولتين في شرق المتوسط.