أعلن وكيل وزارة الخزانة الأميركية ديفيد كوهين، أن واشنطن ستبدأ تطبيق إجراء جديد في فبراير المقبل، قد يحقق أكبر تأثير منذ بدء استخدامها العقوبات المالية، للضغط على إيران لوقف برنامجها النووي.

وأوضح أنه بدءا من السادس من فبراير المقبل سيمنع القانون الأميركي إيران من تحويل إيراداتها من صادرات النفط إلى داخل البلاد، وهي عقوبة قوية "ستحبس" مبالغ كبيرة من أموال طهران في الخارج. وقال كوهين في كلمة أمام "مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات"، "ستصبح إيرادات النفط الإيرانية حبيسة داخل بلد ما، ولن يمكن استخدامها إلا لشراء سلع من ذلك البلد".

والإجراء الجديد الذي اقترحه السيناتور الديموقراطي عن ولاية نيوجيرزي روبرت ميننديز، والسيناتور الجمهوري عن ولاية إيلينوي مارك كيرك، جزء من حزمة عقوبات ثانية أقرها الكونجرس في أغسطس الماضي. وكان الكونجرس أقر قبل عام قانونا يلزم المشترين للنفط الإيراني بتخفيض مشترياتهم، وإلا سيتم منعهم من التعامل مع النظام المالي الأميركي. وأضاف كوهين أن العقوبات الأميركية، إضافة للحظر الأوروبي لاستيراد النفط الإيراني، دفعت الصادرات الإيرانية للانخفاض أكثر من 50%، مما أفقد إيران ما يصل إلى خمسة مليارات دولار شهريا، وأدى لهبوط الريال الإيراني.

وفي السياق، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو أول من أمس، أن تفيتش موقع برشان العسكري قرب طهران، سيكون أمرا "مفيدا جدا" لفهم النشاطات فيه، رغم الأعمال التي تجري فيه لتعديل معالمه.

وفي تقرير كشف عنه في 16 نوفمبر الماضي، اتهمت الوكالة السلطات الإيرانية بإجهاض عملها لتفتيش موقع برشان، نظرا إلى "النشاطات الكبيرة" التي تجري فيه.

وخلال كلمة أمام معهد العلاقات الخارجية بواشنطن، جدد أمانو التأكيد على أنه "بما أن هذه النشاطات هي مكثفة جدا، نخشى إجهاض قدرتنا على التحقق بشكل كبير". لكنه أضاف "ما زلت أعتقد أن الوصول إلى هذا الموقع سيكون أمرا مهما جدا لفهم أفضل للنشاطات التي جرت وتجري حاليا في برشان".

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أرسلت قبل أعوام فريقا إلى هذا الموقع، الذي اشتبه أنه يستعمل لإجراء تجارب تفجير قد تكون ذات طابع نووي. وتابع أمانو "لكن بسبب المساحة الكبيرة للموقع، والعدد الكبير للمباني التي توجد فيه، لم يتمكن المحققون من تحديد الموقع الصحيح". وأوضح "الآن، لدينا معلومات إضافية وطلبنا الدخول إلى بعض المواقع والمباني في برشان. وبعد طلبنا لاحظنا وجود نشاطات مهمة" لتحويل الموقع.

وأظهرت صور بالأقمار الاصطناعية إزالة مبان وحواجز أمنية، وسحب كميات كبيرة من الأتربة على مساحة 25 هكتارا.